لا يفاجئنا قرار وزارة التربية والتعليم حذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، من كتاب مدرسي تحدث في أحد موضوعاته عن الفائزين المصريين بجائزة نوبل. ذلك أن إقصاء الآخر ومحوه من التاريخ تقليد فرعوني قديم..
أحد الأسئلة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي كان كالتالي: لماذا صدر حكم البراءة في قضية «الآداب» خلال أسبوع، في حين أن من تثبت براءتهم في القضايا السياسية لا يخلى سبيلهم قبل سنتين؟
إن جبهات الحروب الداخلية التي تتسع حينا بعد حين محورها حماية النظام وليس الدولة، بمعنى أنها لا علاقة لها بمعركة التقدم والتنمية. وإزاء استمرار تلك السياسة واتجاه مؤشراتها إلى التصعيد فلم يعد السؤال هو: متى تنتهي تلك المعارك، ولكنه أصبح: على من يحل الدور في الاستهداف؟
شيء مهم أن يقال مسؤول أسيء اختياره، لكن ذلك ليس كافيا؛ لأن إزالة آثار عدوانه على الموقع الذي شغله تكتسب القدر ذاته من الأهمية، أتحدث عن الظلم الذي أشاعه وزير العدل الذي لم تكن تصريحاته الصارمة أسوأ ما صدر عنه؛ لأن الأسوأ كان إسهامه الكبير في تشويه سمعة القضاء.
لا أعرف مدى صحة المعلومة التي ذكرت أن سقطة وزير العدل الأخيرة لم تكن السبب الوحيد الذي أدى إلى إقالته، وإنما كانت إساءته إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".
دعوة شيخ الأزهر إلى فصل الطالب أو الأستاذ من الجامعة إذا حاد عن المنهج الوسطي تحتاج إلى تحرير وتوضيح. ذلك أن المصطلح أصبح فضفاضا بحيث يحتمل العديد من التأويلات، وبغير معيار موضوعي يضبطه فإنه قد يتحول إلى باب للإرهاب الفكري.
لدى قطاع عريض من الرأي العام العربي أصبحت إيران تحتل موقع «الشيطان الأكبر»، وهو ذات الوصف الذي أطلقته على الولايات المتحدة في أعقاب الثورة الإسلامية التي احتفت بها والتفت حولها الجماهير العربية قبل 37 عاما.
يخطئ أي مسؤول في الدولة المصرية إذا ظن أن أزمة علاقة الشرطة بالمجتمع تحلها قبلة يطبعها وزير الداخلية على رأس أب قتلت الشرطة ابنه، أو خطبة عصماء تعلن أنه لن يسمح بإهانة أي مواطن، أو حتى تعديلات تشريعية تشدد معاقبة إهدار كرامة المصريين.
السؤال الذي شغلني هو لماذا تم رشق السيد عكاشة دون غيره من الواقفين في طابور التطبيع والمروجين له؟ يكتسب السؤال أهمية أكبر إذا أدركنا أن بعض الدوائر الرسمية المصرية انخرطت في التطبيع. ومنها من تجاوز حدوده بمراحل.
الأصداء التي أحدثها خطاب الرئيس السيسي أمام مؤتمر رؤية مصر (في 24/2) جعلتني أسارع إلى الاستماع إلى نصه كاملا، وكان ذلك أول ما فعلته بعد العودة من السفر. ولست أخفي أن الخوف كان أكثر ما خرجت به من المحاولة التي كررتها مرتين لكي أستوعب ما سمعت.
حين يطالع المرء هذه التجربة فإنه يجد نفسه مدفوعا إلى المقارنة بالحاصل في مصر، وستحزنه النتيجة لأنه يكاد يخلص إلى غياب تلك الركائز الأربع، سواء على صعيد وضوح الرؤية أو الدور المسؤول للقطاع الخاص أو مخاطبة متوسطي الحال أو حتى استثمار الخامات المحلية في الصناعة.
حين يكون الرجل آخر الأساتذة في مصر المعاصرة، ويظل لأكثر من نصف قرن مالئا للدنيا وشاغلا للناس، فإن أي كتابة عنه تقصر عن تقديمه، فضلا عن أن توفيه حقه. فقد رأى فيه الناس الكاتب السياسي والشريك السياسي والصانع السياسي والمفكر السياسي، وظل كل ذلك بعض أوجهه وليس كلها.
في تحليل أزمة حاضر الأمة ومستقبلها، نحن أحوج ما نكون إلى البدء بمراجعة بنية المجتمعات العربية وأن نكف عن حديث المؤامرة الذي يرفع شعار "الحق على الطليان".