تُخطئ السعودية مرتين، إذا راهنت على مصطفى الكاظمي في التعاون معها، وإحراز تقدم في علاقات البلدين، مرة، لأن الرجل لم يملأ مكانه بعد، وما زال يتخبط في سياساته الداخلية، التي تشكل الركيزة والمنطلق، لتعزيز سياساته الخارجية..
رغم الشدة التي يعيش تحت وطأتها سكان المحافظات السنية، وقيود العزلة والاهمال والتهميش، التي تسوّرهم، والملاحقات الطائفية التي تستهدفهم، إلا أن صبرهم بدأ ينفد، ولم تعد لهم طاقة على تحمل الظلم المليشياوي، واستمرار الاحتلال الحشدي..
صحيح أن احتلال التنظيم للموصل استمر عامين وأربعة شهور، كانت مليئة بالقمع والحديد والنار، إلا أن الصحيح أيضاً أن مدنية الموصل وبيئتها الحضارية أوقعتاه في مشكلات وأزمات وانشغالات، تخبط فيها، وشكلت عبئاً عليه، وبدأت قبضته ترتخي فيها..
إن الحركة الشيعية السياسية، التي حكمت العراق، منذ الاحتلال الأمريكي إلى يومنا الراهن، تمر، الآن، في مأزق شديد الوطأة، لا تستطيع الخروج منه، بعد أن أثبت أقطابها وقادتها، فشلهم في التحول إلى رجال دولة تقوم على القانون والنظام المؤسساتي..
التظاهرات لن تتوقف، والاحتجاجات ستستمر، ما دامت الحكومة سادرة في غيها، والمليشيات ماضية في غدرها، وإيران تواصل تدخلها، والدم الذي نزفه القتلى، له أولياء، سيظلون يطالبون بالقصاص من القتلة والعدوانيين، المعروفين بأسمائهم وأشكالهم..
من السابق لآوانه، الاستنتاج، أن الخلافات بين الفياض ونائبه المهندس، ربما تقود إلى إقالة أحدهما، وتثبيت الآخر، فاللعبة السياسية في العراق، قائمة على ما يسمى بـ (التوافق) في كل شيء..
إسقاط طائرة أمريكية مسيرّة، ومقتل جندي من المارينز، في غضون يومين، وفي مكانين متباعدين، يعطي انطباعاً أن واشنطن تواجه تحديات في الساحة العراقية، تمنعها من استغلالها في أي مواجهة مسلحة محتملة مع إيران، أو على الأقل، تعيق تحركاتها بهذا الصدد.
وضح، من تسلسل الأحداث وتطورات الخلافات الأمريكية ـ الإيرانية، أن واشنطن تريد تحجيم دور طهران في العراق، ومحاصرة القوى والأطراف الخاضعة لها، بعيداً عن الصدام معها، وإنما من خلال ما يسمى بـ(الأسلحة الناعمة)..
لقد سقطت نظرية ثامر السبهان في استقطاب الطبقة السياسية الشيعية إلى صف الرياض، وتحييد الحكومة العراقية، في قضية النزاع السعودي الإيراني، في أول اختبار جدّي،
إن نشوب مواجهة عسكرية أمريكية-إيرانية، وتعبئة قوات الحشد الشعبي لخوضها والمشاركة فيها دفاعاً عن طهران في الساحة العراقية، سيقودان البلاد إلى نكبة جديدة تفوق في خطورتها، المحن الكثيرة التي عاش تحت وطأتها العراقيون..
يتوهم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، إذا اعتقدا أنهما يتعاملان مع حكومة بغداد، باعتبارها مركزية وقادرة على الإيفاء بالتزاماتها واحترام علاقاتها مع الدول الأخرى..
رأى الكاتب والإعلامي العراقي هارون محمد، أن حديث السفير السعودي السابق في العراق، ثامر السبهات، عن حب العراقيين للعاهل السعودي وولي عهده، غير دقيق، ذلك أن الحب الذي يسكن قلوب العراقيين تجاه السعودية هو لمكة والمدينة وليس لحكام آل سعود.
كشف الكاتب العراقي هارون محمد النقاب عن أن الإدارة الأمريكية تستعد لتدشين حوار مع قيادات حزب البعث العراقي، فور الانتهاء من حوارها مع حركة طالبان الأفغانية التي اختتمت بنجاح في الدوحة..
دعا الكاتب والإعلامي العراقي هارون محمد المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، إلى الدعوة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي ضد سكان العراق من العرب السنة، تماما مثل الجرائم التي اقترفها عناصر تنظيم القاعدة.
ستبقى كركوك عراقية وجزءا لا يتجزأ من الوطن، وعلى الأكراد، المختلفين في كل شيء، والمتفقين على الهيمنة على نفطها فقط، أن يدركوا أن كركوك خط أحمر عراقي وإقليمي ودولي..
إن تنظيم الدولة يحتاج إلى سنوات وسنوات لتأهيل قواته من جديد وإعادة تعبئتها لمهمات قتالية، بعد الانتكاسات المتلاحقة والهزائم المتعاقبة التي مني بها خلال العامين المنصرمين، إلا إذا حصل (تخادم سياسي) بينه وبين إيران ومليشياتها وعملائها في العراق.