حجم التناقضات الدولية والإقليمية التي ظهرت، إن كانت بتوجه بايدن للمنطقة، أو بإطلاق عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، أو بحجم انعكاسات الحرب الأوكرانية على الثورة السورية، كلها تطورات ذات أهمية ودلالة عميقة ينبغي أخذها بعين الاعتبار..
تبقى الأطراف كلها أسيرة عدم الكشف عن نواياها الاستراتيجية، وبالتالي فنحن أمام غموض استراتيجي للأطراف كلها، ربما يعود ذلك لطبيعة المعركة، وتشعبها وانعكاسها الإقليمي والدولي، والعميق والبعيد المدى..
واجب الوقت على القوى الحية في المجتمع الهندي ودول الجوار والعالم التحرك قبل فوات الأوان، والعالم كله لا تزال ذاكرته حيّة إزاء الفاشيات التي حكمت العالم في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية..
هل يمكن للغرب الذي يُعرف عنه وضع البدائل والسيناريوهات المتعددة لأي حدث يواجهه؛ أن يُعدم البديل في سوريا لـ12 عاماً؟ وهل يمكن لعالم أن يعيش ضمن أحادية الخيار الواحد في منطقة تمور بالصراعات والخلافات والمفاجآت؟..
المحرر الذي ينتظر استغلالاً للفرص من أجل توسيع هامشه، لإعادة ملايين اللاجئين إلى مناطقهم، هو المحرر الذي ينتظر اليوم فرصة الحرب في أوكرانيا وانشغال الروسي هناك عن الشمال السوري، وينتظر حتى معركة تركيا مع مليشيات قسد..
سريعاً ما استنجدت المليشيات الكردية "قسد" بالنظام السوري، حين رأت جدية التحرك التركي والجيش الوطني السوري بإطلاق عملياتهما العسكرية المستهدفة تحرير مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب..
النموذج الأوكراني سيكون نقطة اختبار حقيقية للسياسة الواقعية، وفيما إذا كان المحتل والغازي الأجنبي سيكافأ على غزوه وتدميره وتخريبه لدولة صغيرة بحجم أوكرانيا، كما فعل في سوريا، وفيما إذا كان العالم سيتسامح مع هذه الاستراتيجية التدميرية كما تسامح بها من قبل في سوريا وغيرها، وماذا لو لم يشبع الدب الروسي
الاستهدافات التي تتعرض لها القوات الإيرانية وسط طهران، ينسف تماماً الرواية السمجة التي سعت طهران لتسويقها داخلياً وخارجياً، وهي أن الخطر عليها وعلى ثورتها إنما هو من الخارج، ليكتشف الجميع اليوم أن الخطر الحقيقي داخلي
مهمتنا كإعلاميين هي استمرارية الضخ الإعلامي، ومواصلة الكتابة والطرق على هذه الجرائم؛ إن كانت على أيدي الاحتلال الإسرائيلي أو النظام السوري أو غيرهما لا فرق..
ما أكثر الحفر التي حُفرت للسوريين على امتداد الوجع السوري خلال العقد الماضي من ثورته، حتى دفع ذلك الأمم المتحدة إلى التوقف عن إحصاء القتلى، ربما كي لا تحرج نفسها، بينما يقدّر البعض عدد قتلى السوريين منذ اندلاع ثورتهم وحتى الآن بأكثر من مليون شهيد..
النخب ينبغي أن تكون فوق السلطة، وإن كان ثمة ما يفرض على السياسي التعامل به، فعلى النخب أن تكون أعلى من السلطة، ومراقبة لها، وراعية لثورة المليون شهيد، وأن تكون قيّمة وحارسة للثورة السورية، وأمينة على العهد الثوري السوري.
سيظل عمران خان يشكل إرثا على المدى القريب على الأقل؛ لا يمكن تخطيه وتجنبه، ولكنه إرث مواجهة وصدام، وإرث معادٍ لمؤسسة عسكرية، بينما يعرف كل من يتابع الشأن الباكستاني أن لا مقدور لأحد على تخطيها ومعاداتها
يعتقد خبراء عسكريون غربيون أن تعيين دوفورنيكوف يعكس عدم نية بوتين التراجع عن سياسته السابقة، ويشير إلى أنه مصمم على أخذ معظم إن لم نقل كل شرق أوكرانيا، لاسيما وأن الجنرال الروسي يعرف عنه بأنه من أنصار تكتيك حصار المدن، حتى ولو كانت منطقة كبرى، أكبر من حلب ذاتها.
ما يُقلق أوساطا عسكرية وسياسية باكستانية هو أن تُفضي سياسة عمران خان بالقطع مع أمريكا، والذهاب باتجاه الصين وروسيا، المراهنة على أحصنة خاسرة، ما يعني وقوع البلد في أحضان محور الاستبداد الروسي-الصيني-الإيراني، لينقطع عن المحور الغربي..
ثمة دروس مهمة للعرب والثورات العربية من الحرب الأوكرانية، تفرض على الكتاب والمحللين والمفكرين ملاحظتها ومراقبتها وتدوينها، ونقلها للقارئ العربي، لعله يستفيد منها في معركة التحرر العربي..