سياسة عربية

أزمة تطال الأرز والزيت بمصر.. ورد حكومي: "بلاش محشي"

تهكم إعلامي على الرد الحكومي حول أزمة الزيت والرز- أرشيفية
سجلت أسعار زيت الطعام بمصر، سواء للطهي أم للقلي، أرقاما فلكية جديدة، في وقت أعلنت فيه الحكومة تقليل مساحات الأراضي المزروعة بالأرز، بعد اتهامها بالتهام كميات كبيرة من المياه، ودعوة وزير التموين اللواء أركان حرب، محمد علي مصيلحي، المصريين إلى "تقليل" صنع "المحشي"، وهي أكلة شعبية شهيرة، بالقول: "بلاش محشي دلوقتي"، وهو ما أيده فيه إعلاميون موالون للسلطات، عبر التهام كميات منه على الهواء، الأمر الذي استفزَّ عامة المصريين، وفق نشطاء.

ارتفاع سعر الزيت وتراجع كمياته

بدأت كميات زيت الطعام تقل في الأسواق المصرية، كما سجلت أسعاره قفزات قياسية جديدة، ما جعل كثيرا من الأسر تلجأ إلى استخدامه أكثر من مرة في القلي، أو تقلل من وضعه بالأطعمة المختلفة.

وقال عضو شعبة المواد الغذائية، سعيد الطحان، إن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا في سعر كرتونة الزيت الواحدة بنحو 15 جنيها، إلا أن الأمر في طي الكتمان خلال هذه الفترة، ولا يريد المسؤولون الإفصاح عنه، أو حتى التطرق إليه، خوف التهافت على شرائه، الأمر الذي قد يؤدي إلى اختفائه كليا، بحسب صحيفة "الصباح".

وأضاف أن الدولار هو السبب الرئيس وراء رفع سعر الزيوت، بالإضافة إلى أن الكميات المطروحة من شركات الجملة منخفضة للغاية، ولا تكفي احتياجات المواطنين.

ومن جهته، أشار عضو غرفة البقالين، راضي صديق، إلى أنه في الفترة السابقة طرحت الحكومة عبوات من الزيت وزنها 800 غرام بدلا من الكيلوغرام، كنوع من احتواء الأزمة، إلا أن هذا لم يجد نفعا لأن سعر العبوة الواحدة منه بلغ عشرة جنيهات.

ويصل الإنتاج المحلي في مصر من الزيوت النباتية إلى نحو 206 آلاف طن، في حين يبلغ الاستهلاك أكثر من مليون طن، مما يعني وجود فجوة زيتية تبلغ نحو887 ألف طن، تمثل نحو أربع مرات مثل جملة الإنتاج، وهذا يعني أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيوت النباتية تقدر بنحو 18.39% فقط.

الأرز: ارتفاع أسعاره ومضاربات لاحتكاره وتخفيض مساحاته

وفي سياق مواز، ارتفعت أسعار الأرز في الأسواق المصرية، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى ما بين ثلاثة وأربعة جنيهات للكيلو الواحد، ليصل سعر الكيلو منه إلى قرابة العشرة جنيهات، وذلك نتيجة إقبال التجار على تخزينه.

ورصدت تقارير إعلامية محلية امتناع الفلاحين عن توريد محاصيلهم من الأرز إلى هيئة السلع التموينية (حكومية) التي رفعت الأسعار التي حددتها وزارة التموين، بنسبة معينة رفضها المزارعون والتجار لما تمثله من خسارة كبيرة لهم، لذا لجأ تجار إلى إخفائه، وتخزينه، أو ما يُعرف باحتكاره، كي يتمكنوا من بيعه لاحقا بأسعار أعلى.

ووفقا لخبراء زراعيين، يمثل دخول التجار، وبعض رجال الأعمال، لشراء المحصول بأسعار رخيصة؛ خطوة البداية لاحتكار الأرز، والسبب الرئيس وراء الأزمة، في حين حذر رئيس الاتحاد العام للفلاحين، محمد فرج، من أن الأرز على أعتاب التحول إلى أزمة جديدة، بعد تضاعف أسعاره، واستحواذ تجار وشركات القطاع الخاص وحدها على أطنان محصوله، التي تقدر بخمسة ملايين طن شعير سنويا.

وقررت الحكومة، الأحد، تقليص مساحة الأراضي المسموح بزراعتها أرزا في موسم 2017 بنحو 34.5%.

ونص القرار الوزاري الذي نشر في الجريدة الرسمية، الأحد، على أنه يرخص بزراعة الأرز في ست محافظات، بمساحة إجمالية تقدر بنحو 704.537 ألف فدان مقابل نحو 1.076 مليون فدان في موسم 2016.

ويذكر أن محصول الأرز هو المحصول الوحيد في مصر الذي يحقق الاكتفاء الذاتي، وفائضا قدره 20 في المائة، إذ يقدر خبراء إنتاج مصر منه بنحو أربعة ملايين طن، ما يكفي الاحتياجات المحلية.

وزير التموين العسكري: "بلاش محشي دلوقتي"

وكان المؤتمر الصحفي الأول لوزير التموين المصري الجديد، اللواء أركان حرب، محمد علي مصيلحي، يوم الخميس الماضي، قد شهد ضجة كبيرة إثر مطالبة مصيلحى للمصريين بالاعتماد على المكرونة بدلا من الأرز، الذي توجد أزمة فيه حاليا بسبب نقص التوريدات، وفقا لرؤية الوزير.

وحينما رد الوزير على سؤال أحد الصحفيين عن جدوى دعوته لاستبدال المكرونة بالأرز في الوجبات الأساسية بالنسبة لحالة "المحشي" (أكلة شعبية)، إذ قال الوزير: "بلاش محشي دلوقتي"، أصبح عرضة للتندر، حتى قيل: "كله إلا المحشي".

وخلال المؤتمر أضاف مصيلحي - إن الأرز من السلع التي لديها فائض في مصر، ولن يكون هناك أزمة في توفيره بالبطاقات التموينية، مشيرا إلى أن السبب في أزمته إحجام الموردين عن توريده للوزارة، والإخلال بالتعاقد المبرم بتوريد طن أرز الشعير عريض الحبة بسعر 2400 جنيه للطن.

وقال: "معندناش مشكلة في الرز، أنا بقول للمزارعين والتجار والموردين الشرفاء، ما يصحش إنك تهرب الرز لدول مجاورة، وتحرم المواطن منه"، وفق تعبيره.

وأكد أنه تم وضع خطة لتدبير 500 ألف طن أرز، في إطار تأمين مخزون السلع الإستراتيجية، حسبما قال.




"القرموطي" يؤيد الوزير بالتهام "المحشي"

ودعما لتك التصريحات قال الإعلامي الموالي للانقلاب، جابر القرموطي، إن الوزير كان موفقا فيها، لكن بعض وسائل الإعلام اقتطعت تصريح "المحشي" من سياقه لكي يُفهم بشكل خاطئ، على حد قوله.

وأحضر "القرموطي"، خلال تقديمه لحلقة الخميس من برنامج "مانشيت القرموطي" عبر فضائية "العاصمة"، وجبة "محشي" كنوع من الرد على التصريح الذي كان مثارا لسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ومؤكدا أنه "لم يصدر بيان رسمي يقول إنه تم منع أكل المحشي، وأن الوزير كان يتحدث في إطار ودي"، أخذ القرموطي يتناول "المحشي" بشراهة، من كميات كبيرة أمامه، استفزت كثيرين من البسطاء، ممن لا يتمتعون بترف الحصول على كل تلك الكميات، أو وضعها على المائدة، كما فعل.