ملفات وتقارير

كاتبة "ذم الأضحية" تنفي اتهامات بالنصب والجمع بين زوجين

حكم سابقا على ناعوت بالسجن ثلاث سنوات لإدانتها بازدراء الإسلام
نفت الكاتبة الصحفية، فاطمة ناعوت، الاتهامات التي وجهها إليها محامون مصريون؛ بالنصب، والجمع بين زوجين في وقت واحد، قائلة إن الناشر الذي اتهمها بالنصب، عبر محاميه، مريض نفسيا، وإنها طلقت الزوج الأخير لها، بعد زواج استمر 24 ساعة، مشيرة إلى أن العصمة كانت في يدها.

وحكم على ناعوت بالسجن ثلاث سنوات؛ لإدانتها بازدراء الإسلام، عندما قالت إن رؤيا النبي إبراهيم أنه يذبح ولده إسماعيل كانت "كابوسا قدسيا"، مستنكرة ذبح ملايين الخراف في عيد الأضحى على أساس رؤيا إبراهيم.

ناعوت وبولس.. من أكل مال من؟

وقالت ناعوت، في حوارها مع صحيفة "النبأ" الورقية الصادرة هذا الأسبوع، إن حقيقة نزاعها مع الناشر روبرت بولس، تعود إلى أنه مريض نفسيا، ويطاردها منذ عام 2013، وقد تعاطفت معه؛ بسبب مرضه، ولإصابة نجلها بالتوحد.

وأكدت أنه هو المدين لها بمبالغ ضخمة، وقد أنفقتها عليه خلال وجوده في مصر، بخلاف حقوق الملكية الفكرية عن أعمالها التي ترجمها، في وقت طالبها هو فيه بمستحقات مالية له لديها.

لكن صحيفة "النبأ" نشرت تقريرا قالت إنه يحتوي على 13 رسالة إلكترونية، تكشف تفاصيل وصلات "الردح الثقافي"، بين الكاتبة الشهيرة والناشر روبرت بولس؛ بسبب خلاف على مبلغ مالي يصل إلى سبعة آلاف دولار أمريكي، وفق الصحيفة.

وبحسب "النبأ"، تقدم المحامي حامد الشريف وكيلا عن روبرت صبحي عطا الله بولس، بإنذار على يد محضر، يتضمن مطالبة فاطمة حسن ناعوت، بمبلغ مالي يعود إلى اتفاق لم يتم بينهما، حصل بموجبه روبرت على حق ترجمة ونشر قصائد ناعوت، في مقابل أن يؤدي لها مبلغ 6850 دولارا أمريكيا.

وأوضح روبرت في إنذاره أنه قام بتحويل المبلغ المذكور إلى ناعوت، عن طريق تحويل الأموال "موني جرام"، إلا أنها أفصحت عن رغبتها في عدم التعاون بينهما، ورفضها استكمال السير في تنفيذ الاتفاق، الأمر الذي يحق له معه استرداد المبلغ محل الاتفاق، بحسب الإنذار.

وأضاف أنها أقرت بحقه في أن يسترد المبلغ، محل الاتفاق، وقالت إنها على استعداد لرده، إلا أنها تقاعست في رد المبلغ، برغم المطالبات الودية المتكررة، ما اضطره إلى توجيه الإنذار لها، بالسداد في موعد غايته 15 يوما من تاريخ الاستلام، وإلا سيضطر إلى اللجوء للقضاء، والمطالبة بذلك المبلغ مع فوائد التأخر عن السداد.

وقالت "النبأ" إنه يبدو أن الحكم الصادر ضد فاطمة ناعوت بالحبس عامين، في مصر، دفعها إلى الانتقال والعيش في دولة الإمارات، وهو ما أخر مهمتها في إرسال الأموال إلى روبرت بالطريقة التي يريدها الناشر، وهو ما تسبب في أزمة جديدة بينهما.

وتأكيدا لما جاء على لسان محامي روبرت، بحسب الصحيفة، أرفق بالمحضر مذكرة تحتوي على بعض الرسائل عبر البريد الإلكتروني بين ناعوت وروبرت، نشرت الصحيفة تفاصيلها، وكثير منها يدين "ناعوت"، ويظهر كيف استخدمت ألفاظا غير لائقة في وصف الناشر.

وحول ما أثير عن جمعها بين زوجين، قالت فاطمة ناعوت إن ذلك غير صحيح، متهمة المحامي الذي اتهمها بازدراء الأديان، محمد عفيفي، بأنه هو الذي يقف وراءه، قائلة إنه لما وجد معارضة شديدة للتدوينة التي نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول هذا الموضوع، تراجع عنه واعتذر.

في الوقت نفسه، أقرت بأنها تزوجت من محمد زهيري، ذلك العازف الذي جمعها به حب العزف والغناء وعشق محمد عبدالوهاب، وقد احتفظت بالعصمة في يدها، لذا قامت بتطليقه سريعا، بعد زواج استمر 24 ساعة فقط؛ لاكتشافها أنه نصاب، بحسب قولها.

وحول موعد عودتها إلى مصر، قالت: "سأعود قريبا من أجل اتخاذ إجراءات المعارضة الاستئنافية على حكم حبسي بتهمة ازدراء الأديان، وحضور الجلسة".

لهذا السبب تقرر حبسها


وفاطمة ناعوت، كاتبة ومترجمة مصرية مثيرة للجدل، بسبب كتاباتها التي يعد كثيرون بعضها مسيئا لدين الإسلام والعقيدة الإسلامية، ما قادها في نهاية المطاف إلى محكمة جنح الخليفة بالقاهرة، التي حكمت عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وغرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه؛ بتهمة ازدراء الأديان، والسخرية من شعائره.

وقد أيدت محكمة الاستئناف هذا الحكم، لكنها فرت هاربة إلى كندا قبل صدور الحكم الأخير بأيام، ما حال بينها وبين دخولها السجن، فيما قال مراقبون إنها كانت تتوقع الحكم؛ لذلك فرت من البلاد؛ لتتجنب القبض عليها، والزج بها في السجن.

وجاء حكم المحكمة على خلفية ما كتبته ناعوت في أواخر عام 2015، بصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منتقصة من أضحية العيد، واصفة إياها بالمذبحة التي تقام في أعياد المسلمين.

وكتبت ناعوت آنذاك قائلة: "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال ‏مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم.. كائنات لا حول لها ولا قوة ‏تدفع كل عام أرواحها، وتُنحر أعناقها، وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب.. ثمنا لهذا الكابوس القدسي‎"‎‏.

وعلى إثر ذلك، هاجمها الداعية مظهر شاهين، بقوله إن تلك الفتوى هي أبشع ما صدر منها؛ إذ إنها صورت الله ‏بأنه يحب الدماء ويدعو إليها.

كما تقدم أحد المحامين بدعوى ضد ناعوت يتهمها بازدراء الأديان، وهي الدعوى التي حكم عليها فيها بالحبس ثلاث سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه.

ونفت ناعوت في التحقيقات أمام النيابة، تعمد ازدراء الدين الإسلامي، موضحة أن تعليقها على ذبح الأضاحي كان على سبيل الدعابة، ووصفت مقيم دعوى الحسبة ضدها بـ"الأمّي"، بعد رصدها أخطاء إملائية في المذكرة التي قدمها للمحكمة، وقالت إنها حافظة كتاب الله كاملا.

كما اتهمت القانون الذى ينظم موضوع ازدراء الأديان بأنه تم صكه لحماية المسيحيين من غلاة الدين الإسلامي، وبعد ذلك أصبح سيفا مُصْلتا على رقاب المسيحيين والمسلمين.

وعلقت على الحكم الصادر بحقها، في تدوينة بصفحتها عبر موقع "فيسبوك"، قائلة: "شكرا قضاء مصر الطيبة.. شكرا أحفاد "ماعت".. ربة العدل".

وأضافت: "شكرا لمن يرفعون ضدنا قضايا، ويتهموننا بازدراء الدين، وهم يخطئون في كتابة اسم لفظ الجلالة".

ناعوت.. تاريخ من صدم الرأي العام

لكن تصريح الكاتبة عن "مذبحة عيد الأضحى" لم يكن الأول الذي يثير الرأي العام في مصر ضدها؛ إذ سبق لها أن شبهت المنتقبة بالعارية، في‎ ‎مداخلة هاتفية مع برنامج "مساء جديد"، عبر قناة ‏‏"تن".

فقد علقت ‏على حكم محكمة القضاء الإداري، الذي صدق على قرار ‏رئيس جامعة القاهرة، بمنع عضوات هيئة التدريس من ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس، مؤكدة أن المنتقبة والعارية سواء.‏

وقالت: "أعتبر الإخفاء الكامل كالتعري الكامل، كلا‎ ‎الشخصين‎ ‎يرى نفسه سلعة ومادة للإغراء، فالتي ‏تتخفى تماما، والتي تتعرى تماما؛ تجد في نفسها مادة للإغراء، والأفضل هو الحالة الوسط"، على حد وصفها.

‎وعلاوة على ما سبق، خرجت ناعوت، في حزيران/ يونيو 2014، بتصريح مثير للجدل، في كلمة لها بكنيسة "سرجيوس وواخس"، قالت فيها إن كل الأنبياء أخطأوا، ‏ونخسهم الشيطان، إلا السيد المسيح وأمه مريم.‏

وفي انتخابات "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، قبل نهاية عام 2015، رشحت "ناعوت" نفسها عن دائرتي مصر الجديدة والنزهة، لكنها خسرت في جولة الإعادة، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق تصريح جديد قالت فيه إن ما حدث "دعارة انتخابية"، وإن البرلمان ‏سيكون ساحة لممارستها على مرأى ومسمع الجميع"، بحسب تعبيرها.