سياسة عربية

أكبر "تنويري" بمصر سنّا: نظام مبارك فرع للإخوان (فيديو)

المفكر المصري المسيحي الدكتور مراد وهبة- أرشيفية
زعم المفكر المسيحي الدكتور مراد وهبة، أكبر أساتذة الفلسفة المعمرين سنا في مصر، ورئيس "الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير"، أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ممثلا في الحزب الوطني الديمقراطي، هو فرع من جماعة الإخوان المسلمين.

وقال "وهبة" في حواره مع برنامج "90 دقيقة"، عبر فضائية "المحور"، مساء الاثنين: "إن الحزب الوطني الديمقراطي هو فرع من الإخوان المسلمين".

وأضاف أن "المفارقة هنا أن النظام كان يقول المحظورة عن جماعة الإخوان، لكن العلاقات السرية بين الإخوان والنظام، كانت قوية".

وأضاف: "بالتالي، أنا واجهت صعوبات شديدة في الزمن السابق، وكانت الثورة بالنسبة لي حتمية، سواء 25 يناير أو 30 يونيو".

وقال: "25 يناير كانت تدميرا للنظام السابق، و30 يونيو كانت تدميرا للنظام الذي أتى بعد ذلك، وهو النظام الخاص بالإخوان المسلمين".

وتابع: "نحن كنا في حالة تدمير من 25 يناير لغاية 30 يونيو، لكن لم يكن عندنا البديل"، وفق قوله.

وواصل مراد وهبة حملته على جماعة الإخوان المسلمين، التي يعدّها مشروعا مضادا لفكره "التنويري"، وفق وصفه، فيما تندر نشطاء على وصفه لنظام مبارك بأنه فرع للإخوان، واعتبروا أنه يمثل ذروة اللامعقول في الحرب الشاملة على الإخوان، ووصمهم بكل نقيصة حاليا، حتى لو كان ذلك ادعاء أن نظام حكم مبارك، الذي قام بتصفية العشرات، واعتقال الآلاف، وفصل المئات، منهم، إنما هو فرع لهم.

وفي حواره مع فضائية "المحور" الاثنين، زعم مراد وهبة أيضا أن مصر تواجه أزمة فكر ممثلة في الإخوان منذ 1928، وأن التعليم والمناهج في مصر محكومة بفكر الإخوان، منذ حكم عبد الناصر، بشكل غير مباشر، من خلال انتشارهم بمراكز تؤثر فيه، وفق زعمه، وذلك على الرغم من عداء نظام "ناصر" الشامل للإخوان.

واتهم وهبة، في حواره، الإخوان بأنهم يكرهون الإبداع، وأن لديهم حساسية منه، بسبب اعتناقهم لفكر "ابن تيمية"، الذي يرفض الإبداع، وإعمال العقل، ويتجه منهجه إلى "مبدأ السمع والطاعة"، الذي يمثل أساس جماعة الإخوان المسلمين، وعمودها الفقري، بحسب ادعائه.

وشدد على أن الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، كان عضوا في جماعة الإخوان، وعضوا أيضا في أحد الأحزاب الشيوعية، كاشفا أن "ناصر" استدعاه ليكون مستشارا سريا لشؤون التعليم، وأنه كان له مكتب خاص بالقصر الجمهوري.

وأشار إلى أنه توقف عن التدريس بعد طلب من رئيس جامعة عين شمس الأسبق، بحجة أن أفكاره تهدد الأمن القومي، "لأنني كنت أدعو للإبداع وإعمال العقل لتجديد الفكر، وفقا لما يتواكب مع متغيرات العصر"، بحسب قوله.



المشكلة هي الفكر الأصولي للمصريين

وكان وهبة أكد في حوار مع جريدة "الأخبار" المصرية، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أنه لو جرت الانتخابات البرلمانية في مصر فسيعود الإخوان للبرلمان، لأنه "لا أحد من النخبة يعمل على تغيير الفكر الأصولي لدى قطاع عريض من الشعب"، وفق تعبيره.

وأضاف وهبة في الحوار وقتها، أنه "لابد أن نعترف بأن هناك غيابا حقيقيا للأحزاب، لذلك نطالب بدور سياسي للمحكمة الدستورية في غياب حقيقي للأحزاب، وقوة الإخوان، أي أن تقوم المحكمة بالتشريع في الوقت الراهن حتى تمهد الأرض للأحزاب".


وأردف أنه إذا حدثت انتخابات نزيهة أثناء حكم مبارك "فإن الإخوان قادمون حتما.. لأننا تركنا تشكيل عقل الأمة في أيدي الاخوان منذ قيام ثورة 1952، وأقصد بترك عقل الأمة أي ترك التعليم والخطب الدينية في أيدي الإخوان".


ورأى مراقبون أن هذه التصريحات تتناقض مع التصريحات الجديدة لوهبة.

من هو "مراد وهبة"؟

ومراد وهبة جبران، هو بروفيسور مصري مسيحي الديانة، وأستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس، وعضو في عدد من الأكاديميات والمنظمات الدولية، وهو مؤسس ورئيس "الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير"، التي تأسست عام 1994.


ويوصف "وهبة" من قبل أتباعه في مصر بأنه "رائد للتنوير العلماني"، وأنه أكبر التنويريين سنا في مصر حاليا، إذ إنه يبلغ من العمر 90 عاما (ولد في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1926 في مدينة أسيوط).


ويعدّ "وهبة" التيار العلماني في مصر المنقذ من الأصوليات الإسلامية، ويُعرف عنه دعوته لضرورة إحياء فلسفة ابن رشد، بوصفها "أداة لجسر الهوة بين الغرب والمجتمع الإسلامي".

وله كتب عدة أبرزها: "مدخل إلى التنوير"، و"ملاك الحقيقة المطلقة"، و"الأصولية والعلمانية"، و"قصة الفلسفة".. فيما يرميه مناوئوه بالجهل، والعنصرية، وبأنه ليس على شيء.

استمرار الحملة على الإخوان


وتأتي تصريحات أستاذ الفلسفة المسيحي، لفضائية "المحور"، الاثنين، في إطار استمرار حملة أمنية وإعلامية وسياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، شاملة، على جماعة الإخوان المسلمين، خاصة، والتيار الإسلامي بفصائلة المتعددة في مصر كافة.


وفي هذا الصدد، كشف عضو لجنة الثقافة والآثار في مجلس نواب ما بعد الانقلاب، محمد سليم، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس المجلس موجه إلى رئيس الوزراء، بسبب استمرار دور النشر التابعة لجماعة الإخوان في عملها برغم صدور قرار من لجنة حصر الأموال بالتحفظ على أموالها ومقراتها، وفق قوله.

وذكر سليم، في تصريحات صحفية، الاثنين، أنه من بين هذه الدور "المركز العربي للإعلام"، لمالكه صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام الأسبق، في عهد الرئيس محمد مرسي، المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان، بحسب وصفه.

وفي سياق متصل، اتهمت أجهزة الأمن حركة تُسمى "حسم الإخوانية"، بارتكاب المحاولة الفاشلة لاغتيال مفتي مصر السابق، علي جمعة، فيما يؤكد مراقبون أن هذه الحركة المجهولة "صنيعة مخابراتية" و"تسمية أمنية".