سياسة دولية

وزير إسرائيلي: هكذا خدمنا صراع السنة والشيعة وصعود "داعش"

خبرة "إسرائيل" المتراكمة في مواجهة "الإرهاب" تدفع الكثير من الدول للتعاون معها والاستفادة منها- أرشيفية
يرى موشيه أرنس، الذي شغل حقيبة الدفاع والخارجية في حكومات إسرائيلية سابقة، أن خبرة "إسرائيل" المتراكمة والتي نتجت عن "مواجهة إسرائيل للإرهاب طوال الوقت"، تدفع الكثير من الدول للتعاون معها والاستفادة منها.
 
وقال أرنس في مقال له، الثلاثاء، نشر في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "تمر العلاقات الخارجية الإسرائيلية بتغييرات هامة، وفي محيط جيراننا القريب نشأت علاقات اقتصادية وسياسية قوية بيننا وبين قبرص واليونان، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتركيا صاحبة الوزن في الشرق الأوسط".
 
وأشار إلى أن "الحديث مع تركيا يدور عن مقدمة لعلاقات أقوى، تعتمد على المصالح المشتركة، رغم موقف تركيا من الموضوع الفلسطيني والخلافات بينها وبين اليونان، كتلة اقتصادية وسياسية آخذة في التشكل".
 
وأضاف: "ولا تقل أهمية عن ذلك، العلاقة التي تطورت بين إسرائيل ومصر والأردن"، موضحا أن "الصراع بين السنة والشيعة وصعود داعش أثبت بشكل واضح أن لإسرائيل ولهذه الدول أعداء مشتركون يهددون استقرار الأنظمة"، وفق زعمه.
 
وقال: "زعماء مصر والأردن يستمرون في دفع الضريبة الكلامية في الموضوع الفلسطيني، السعودية أيضا، والدولة العربية الأغنى، مهددة من قبل داعش وإيران، ولأسباب واضحة قادتها غير مستعدين لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل".
 
ويتوقع أرنس أن "العدو المشترك"، سيؤدي "بلا شك إلى تطور علاقات من وراء الكواليس"، بين "إسرائيل" والكثير من الدول العربية الغنية (دول الخليج).

وبين أن روسيا "الصديق القديم"، تربطها "علاقة ممتازة، مع إسرائيل، لأن روسيا تعتبر إسرائيل دولة قوية من الناحية العسكرية والاقتصادية، وتسطيع أن تؤثر في محيطها"، مضيفا: "بل وأكثر من ذلك، من الأفضل أن تكون صديقة لإسرائيل".
 
وبين أرنس أن "إسرائيل" تتوجه إلى الشرق؛ "فاقتصاد الهند يزدهر بشكل سريع، وهي التي تواجه مشكلة تشبه المشكلات التي تواجهها إسرائيل مع جارة مثل باكستان وأقلية إسلامية كبيرة، وعلى هذه الخلفية يتم طرح إمكانية التعاون الذي سيفيد الدولتين".

وقال: "الصين اليوم هي القوة العظمى الثانية في العالم، ولا تستطيع إسرائيل تجاهلها؛ وعليه فإن إسرائيل، رغم صغرها، تعتبر قوة عظمى تكنولوجيا؛ وفي هذه الدول وخلافا لأوروبا لا توجد لاسامية".
 
وحول العلاقة بين "إسرائيل" وحليفتها أمريكا، يؤكد الكاتب أن من يتوقع "تدهور وبرود" علاقة الحليفين مع موجات الهجرة الأخيرة التي غيرت تركيبتها الديمغرافية؛ فهو "لا يعرف أمريكا التي هي دولة مهاجرين".
 
وتابع: "الهنود والعرب فيها هم الهنود والعرب أنفسهم الذين أدوا إلى إقامتها في 1776. فموجات الهجرة التي وصلت إليها على مدى السنين تبنت هذه القيم، ولا شك في أن هذا ما سيحدث مع موجات الهجرة الحالية، هذه بالضبط القيم نفسها – ديمقراطية وسلطة القانون – التي تشكل الأساس للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
 
وشدد على أن "هذا التحالف سيستمر رغم الخلافات التي لا يمكن منعها والتي تحدث بين الفينة والأخرى"، مؤكدا أن "الحرب ضد الإسلام (المتطرف) تربط بين إسرائيل وبين جميع الدول المهددة من قبله".
 
وقال: "إسرائيل التي تضطر إلى مواجهة العمليات الإرهابية طول الوقت، تحولت إلى خبيرة في علاج الإرهاب؛ وكل من يهدده هذا الإرهاب يريد التعاون معها"، وبين أن "هذا التعاون سيشكل عاملا هاما في علاقات إسرائيل مع العالم، ولن تجد إسرائيل نفسها معزولة".