سياسة دولية

WSJ: مصر "غاضبة" من عملية رفح وهددت بوقف الوساطة

مصر غاضبة لأنها حصلت على مهلة قصيرة قبل الاستيلاء الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح- الأناضول
أبدت مصر غضبها من العملية الإسرائيلية الحالية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لأنها حصلت على "مهلة قصيرة قبل الاستيلاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، وهددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات، الأمر الذي قد يعرض المحادثات للخطر.

وذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن مصر منعت أي شاحنات مساعدات إنسانية قادمة من بلادها من دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم بعد أن قالت "إسرائيل" إنها أعادت فتح المعبر، وفقا لمسؤولين مصريين. 

وأوضحت الصحيفة أن معبر رفح لا يزال مغلقا ويعتبر معبر كرم أبو سالم، الطريق الرئيسي لإيصال المساعدات إلى جنوب غزة، بينما تؤدي عمليات الإغلاق هذه إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، الأمر الذي يهدد بزيادة عزلة "إسرائيل" في المجتمع الدولي. 

ومنذ الأحد الماضي، لم تتمكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من إعادة تخزين إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات، بما في ذلك في المستشفيات، وتشغيل المركبات لنقل الأشخاص والبضائع عبر القطاع، ما يعرض للخطر العمليات التي تخدم أكثر من مليوني شخص يواجهون بالفعل الصعوبات والجوع الشديد.

وتقدم جيش الاحتلال شرق رفح في ما وصفه بعملية محدودة، واشتبك الأربعاء مع حماس واختبر العلاقات مع الولايات المتحدة، ومن خلال وصف تحركاتها بأنها "عملية محدودة لمكافحة الإرهاب"، أشارت تل أبيب إلى أنها لم تبدأ بعد هجوما كبيرا طال انتظاره على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يعتقد أن قادة حماس وآخر كتائبهم المتبقية وبعض الرهائن الإسرائيليين موجودون هناك.

 وقال الجيش إن عملياته لا تزال مقتصرة على المناطق القريبة من حدود رفح مع مصر، لكن محللين قالوا إن التحركات ذات التركيز الضيق يمكن أن تتوسع بسرعة إلى هجوم أوسع وصفه الرئيس بايدن بأنه "خط أحمر".

وتسبب القتال بالفعل في إعاقة توصيل المساعدات عبر معبرين حدوديين رئيسيين في غزة، ما أثار تحذيرات من الأمم المتحدة من أن تضاؤل إمدادات الوقود يعرض للخطر قدرتها على الاستجابة للاحتياجات في جميع أنحاء القطاع.

وقالت "إسرائيل" إنها شنت غارات جوية وأرسلت قوات برية لاستهداف المسلحين والبنية التحتية تحت الأرض، بينما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في الجانب الشرقي من المدينة.

وحذرت الصحيفة الأمريكية من أنه حتى الهجوم المحدود ينطوي على مخاطرة، ومن المحتمل أن يعرض محادثات وقف إطلاق النار للخطر ويعرض المدنيين في غزة للخطر. 

وقد حذرت الولايات المتحدة من أن التوغل الأوسع في رفح لا ينبغي أن يمضي قدما دون وجود خطة مناسبة لحماية المدنيين، والتي تقول إنها لم ترها من "إسرائيل". 

ويلجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني، نزح معظمهم من القتال في أماكن أخرى من القطاع خلال الأشهر السبعة الماضية، إلى رفح.

وفي أحدث تطور في مفاوضات وقف إطلاق النار المستمرة منذ أشهر، قالت الصحيفة إن حماس أضافت شروطا لم توافق عليها "إسرائيل"، بما في ذلك انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وجرى اختتام المحادثات الفنية في القاهرة دون إحراز تقدم كبير، وفقا لمسؤولين مصريين، بينما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في "تل أبيب" مع نظيره الإسرائيلي ديفيد بارنيا ونتنياهو.

ويقول المحللون إن الحملة البرية في رفح يمكن أن تتكشف على شكل موجات، وتستهدف أجزاء مختلفة من المدينة بينما توجه "إسرائيل" المدنيين في أحياء معينة للإخلاء.