ملفات وتقارير

ماذا يترك الاحتلال بالأغوار بعد انتهاء تدريباته العسكرية؟

تسيطر إسرائيل على أكثر من 90 بالمائة من غور الأردن وتمنع الفلسطينيين من استصلاح أراضيه- أ ف ب
تسيطر إسرائيل على أكثر من 90 بالمائة من غور الأردن وتمنع الفلسطينيين من استصلاح أراضيه- أ ف ب

تجري قوات الاحتلال الإسرائيلية مناورات عسكرية واسعة في منطقة غور الأردن، وذلك من خلال نشر دبابات ومدرعات عسكرية، إضافة لطرد مجموعات من البدو الساكنة فيها للحصول على المراعي لمواشيها الزراعية.

ويعتبر غور الأردن سلة الغذاء الرئيسية للفلسطينيين، حيث يتم زراعته بأنواع مختلفة من الخضروات والفواكه والتمور، وتشكل 50 بالمائة من إجمالي المساحات الزراعية في الضفة الغربية، وتنتج 60 بالمائة من إجمالي ناتج الخضار فيها.

 وتعتمد كثير من القرى الفلسطينية القريبة منه على رعي الماشية في مناطقه الواسعة، التي تمتد من نهاية جبال الضفة الغربية وحتى الحدود الأردنية الفلسطينية.


"أ ف ب"
وتصل المساحة الإجمالية للغور في الطرف الفلسطيني 720 ألف دونم، يعيش فيها أكثر من 50 ألف فلسطيني يشكلون نسبة 2 بالمائة من سكان الضفة الغربية، فيما تبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المنطقة 27 موزعة شمالا وجنوبا.

ويقول المركز الإعلامي الحكومي الفلسطيني إن إسرائيل تسيطر على 400 ألف دونم، وهي مناطق أعلن عنها عسكرية، وتشكل نسبته ما تقرب 65 بالمائة من المساحة الكلية للأغوار.

ووفقا للمركز الحكومي، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقيم أكثر من 90 موقعا عسكريا منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، فيما بلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية 31 يسكنها 8300 مستوطن يعمل غالبيتهم في الزراعة.



"أ ف ب"

تهجير الفلسطينيين

وقال معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية في حديث مع "عربي21"، إن الاحتلال يضغط بشكل دائم على المواطنين من خلال عمليات الهدم ومصادرة الآليات الزراعية.

وأضاف بشارات: "في الأسبوع الماضي شهدنا تدريبات واسعة، حيث تم تهجير عشرات العائلات من مساكنها بحجة هذه التدريبات".

وأوضح بشارات أن الاحتلال يريد أن يضغط عليهم من خلال ذلك للوصول إلى ما أسماه عمليات تهجير السكان الفلسطينيين لتمهيد السيطرة عليها، طمعا بعشرات الآلاف من الدونمات الزراعية الغنية وضمها للمستوطنات الإسرائيلية، أولا كما قال.


"أ ف ب"

ولدى سؤال "عربي21" حول إذا ما كان الجيش يجري هذه التدريبات أيضا داخل المناطق الزراعية التابعة للمستوطنات، قال بشارات:" قطعا لا، فجيش الاحتلال يخلي مناطق فلسطينية محاذية للمستوطنات الإسرائيلية، ويقوم بتهجير سكانها مع أنها لا تبعد سوى مئات الأمتار عن هذه المستوطنات"، وأضاف: "هناك سياسة واضحة لتهجير الفلسطيني ونقل الأراضي للمستوطنين".

وأوضح بشارات أن مؤسسات المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي على اطلاع دائم بما يحصل في الأغوار، وقام عدد كبير من المسؤولين الأجانب بزيارات ميدانية، وبأنهم شاهدوا ما يحصل على أرض الواقع من تدمير لمزروعات المواطنين وتهجيرهم.


"أ ف ب"

عشرات الشهداء

ويحذر مسؤول ملف الأغوار من أن الخطورة الأكبر تكمن ما بعد انتهاء التدريبات العسكرية في الأراضي الزراعية، من خلال عدة عوامل منها، تدمير للمحصولات والمراعي بشكل الكامل وخسارة غذاء الماشية.

وشدد بشارات على أن الخطر الأكبر يكمن عقب انتهاء التدريبات العسكرية، من خلال مخلفات الذخيرة العسكرية التي يتركها الجيش خلفه، وذكر منها الصواريخ، وقذائف الدبابات.

وقال بشارات إن هذه المخلفات أدت لاستشهاد العشرات بسبب انفجارها، من بينهم مسؤولون محليون، كرئيس مجلس بلدية "عاطوف" وإصابة رئيس مجلس "العقبة" الذي ما زال مقعدا.

وختم بشارات حديثه قائلا: "موضوع المخلفات العسكرية تطارد كل مواطن فلسطيني يسكن الأغوار، والاحتلال واضح من خلال هدفه بإبقاء هذه المخلفات موجودة خلفه بين مساكن المواطنين ومراعيهم."


"أ ف ب"

دبابات قرب مدارس الأطفال

أما فادي دراغمة وهو أحد الساكنين في قرية "تياسير" شمال الغور قال في حديث مع "عربي21"، إن الاحتلال الإسرائيلي أخلى عددا كبيرا من السكان شرقي القرية، ومنعهم من الرعي فيها.

وأضاف دراغمة: "وصل إلينا كتاب من قبل جيش الاحتلال يطلب منا إخلاء المناطق الزراعية أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس يوم أمس، وهذا ما فعلناه بسبب الخطورة التي قد تلحق بنا".
وختم أيضا: "لكن الاحتلال قام بإجراء مناوراته العسكرية قرب مدرسة البنات في القرية، وقام بترتيب دباباته خلف سور مدرستها".


"أ ف ب"





  
0
التعليقات (0)