سياسة دولية

صحفي إسرائيلي: هكذا تدافع إسرائيل عن المعادين للسامية

تلقى بانون تهنئة رسمية من إسرائيل رغم مواقفه- أرشيفية
تلقى بانون تهنئة رسمية من إسرائيل رغم مواقفه- أرشيفية
قال الصحفي الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي، إن اليمين الإسرائيلي الذي طالما لوح بورقة "العداء للسامية"، لا يعتبر المعادين للسامية كذلك إذا كانوا مؤيدين للاحتلال الإسرائيلي.

وتابع ليفي في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست آي": "عندما يكون دعم الاحتلال هو معيار الصداقة، فلن تجد لإسرائيل أصدقاء سوى العنصريين والقوميين المتطرفين".

بانون صديق إسرائيل المعادي للسامية

وأشار ليفي إلى أن رسالة التهنئة الوحيدة التي تلقاها ستيف بانون من الخارج منذ أن أعلن عن تعيينه في منصب كبير المستشارين الاستراتيجيين في إدارة البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب وصلت على ورقة من الأوراق الرسمية للحكومة الإسرائيلية موقعة من وزير الزراعة يوري آرييل.

واستطرد الصحفي الإسرائيلي، أنه في الوقت الذي حذرت فيه بعد المنظمات اليهودية من تعيين بانون في البيت الأبيض، سارع الوزير الإسرائيلي آرييل لتهنئته.

وأوضح أن آرييل ينتسب إلى "أكثر كتل الكنيسيت اليمينية تطرفا والشريك في الائتلاف الحكومي الذي يترأسه نتنياهو"، إنه حزب البيت اليهودي، وهو الحزب الذي يمثل حركة المستوطنين. وبذلك يكون آرييل قد أعرب عن سعادته بتعيين رجل اتهمته زوجته السابقة بالعداء للسامية.

ونقل ليفي عن عضو الكنيسيت عن حزب العمل الإسرائيلي ستاف شافير، تعليقها الغاضب على صفحتها بموقع "فيسبوك": "لا توجد كلمات لوصف هذا العار".

وكتبت في تدوينة أخرى، ردا على مباركة آرييل لبانون: "الحاخامات من كافة أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بنشر إدانات، والعشرات من المنظمات اليهودية تشن حملات ضد التعيين، وبقية العالم، اليسار واليمين على حد سواء، يحذرون من خطورة تعيين عنصري متعجرف في مثل هذا الموقع الحساس داخل الحكومة الأمريكية ... بينما ينضم إلى الوزير الإسرائيلي آرييل في تهنئة بانون إلى زعامات طائفة الكو كلوكس كلان وبعض أبرز المعادين للسامية في أمريكا والحزب النازي الأمريكي".

دعم إسرائيل

وقال ليفي إن اليمين الإسرائيلي اخترع أداة جديدة مهجنة، "ألا وهي عداء السامية المناصر لإسرائيل"، متابعا: "إذ يمكنك أن تكون معاديا للسامية وتكون في الوقت نفسه مقبولا لدى بعض الدوائر في إسرائيل. أهم شيء هم أن تكون "صديقا لإسرائيل"، وهو ما يعني هذه الأيام أن تكون محبا للاحتلال الإسرائيلي".
 
وأضاف أن اليمين الإسرائيلي على استعداد للتجاوز عن أي شيء، أي شيء على الإطلاق، ونسيان الماضي، وغض الطرف عن الحاضر، ورهن المستقبل، والتخلي عن كل قيمة أخلاقية، بشرط الدعم المطلق والأبدي للاحتلال الإسرائيلي، وتشجيع الاستيطان وما يتعلق به من نشاطات.

وتابع أن اليمين الإسرائيلي على استعداد للتضحية حتى بمصير يهود أمريكا، ورهن العلاقة معهم، وتجاهل مخاوفهم وإهمال ما يشغل بالهم، مقابل إدامة الاحتلال.

ونقل ليفي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق شامير، قوله ذات مرة، وهو شخصية أخرى من شخصيات اليمين المتطرف: "في سبيل إسرائيل، ومن أجلها، يباح الكذب".

وأوضح ليفي متأسفا، أنه يجري "توسيع نطاق دلالات تصريحه المريب ذلك على أيدي المستوطنين اليمينيين، بحيث أصبح مباحا من أجل إسرائيل حتى دعم العداء للسامية والقومية المتطرفة والشوفينية والعنصرية من كل لون وشكل".

مبينا أن عملية توسيع الإطار بدأت بالدعم الواسع الذي حظي به دونالد ترامب في أوساط الجمهور الإسرائيلي بشكل عام، ولعله كان الدعم الأوسع الذي يحظى به في أي دائرة خارج الولايات المتحدة، وانتهت بالخطاب الوزاري المهنئ لبانون والمبارك له تعيينه في منصبه الجديد. 

إسرائيل تحب ترامب

وفسر ليفي أن عدم تعبير أي مسؤول إسرائيلي عن تحفظه على فوز ترامب في الانتخابات، بكون الرئيس المنتخب يحظى من دعم حقيقي في إسرائيل، "ما من شك في أن اليمين الإسرائيلي، بما هو عليه من قومية وعنصرية، يجد لغة مشتركة مع اليمين الأمريكي، بالدرجة نفسها من القومية والعنصرية".

وأصاف: "لم يعد كون المرء معاديا للسامية شيئا سيئا جدا، وفجأة يغدو ذلك سلوكا يمكن التجاوز عنه شريطة أن تكون كارها للمسلمين والعرب، وطالما أنك مؤيد لإسرائيل".

واعتبر أن اليمين اليهودي واليمين في إسرائيل أصدر عفوا شاملا عن المعادين للسامية المؤيدين لإسرائيل والذين سيديرون مقاليد الأمور في الحكومة الأمريكية القادمة. 

وتابع أن اليمين الإسرائيلي لم يعد يرى معاداة السامية إلا في معسكر اليسار، و"بناء عليه يصبح روجر واترز، وهو رجل ذو ضمير حي، معاديا للسامية، أما ستيف بانون، العنصري المجاهر بعنصريته والمعادي للسامية من وراء ستار، فيصبح صديقا لإسرائيل".
 
متى لا تكون معاداة السامية معاداة للسامية؟

وأشاف ليفي إلى دفاع الفقيه القانوني المنافح الشهير عن إسرائيل، ألان ديرشوفيتز، عن بانون، في مقال نشرته صحيفة "هريتس"، إذ اعتبر فيه أن الرجل الذي شهدت زوجته بأنه لم يرغب في إرسال أطفاله إلى مدرسة فيها يهود لا يعتبر معاد للسامية.

ونقل عن ديرشوفيتز قوله: "صدر هذا الزعم عن زوجته السابقة (زوجة بانون) في سياق إجراءات قضائية، ولذلك فليس له وزن أو قيمة".
 
وأشار جدعون ليفي إلى دفاع سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون ديرمر، عن كبير مستشاري البيت الأبيض سايفن بانون.

ووصف ليفي اليمينيون المتطرفون بالعنصريين الجدد، وقال إن إسرائيل تدعمهم رغم معاداتهم للسامية لأنهم يؤيدون الاحتلال الإسرائيلي، وفسر حبهم لإسرائيل بكونها توفر لهم ما يبحثون عنه.
التعليقات (0)