كتاب عربي 21

حِلْفٌ كَأكْلِ الميتة !

عبد الرحمن يوسف
1300x600
1300x600
في واشنطن التقت مجموعة من المصريين من اتجاهات مختلفة وتباحثوا في حال الثورة والوطن، اتفقوا ... واختلفوا، حدثت مناقشات حامية، علت الأصوات، ثم هدأت، حدثت صدامات، وتم احتواؤها ... لقد نجحوا في عدة أشياء هامة، أولها أنهم جلسوا سويا (للأسف أصبح مجرد جلوس الفرقاء أمرا صعبا). 
وثانيها أنهم فتحوا جميع المواضيع الشائكة التي تؤرق المصريين، وثالثها أنهم وصلوا إلى حد أدنى من الاتفاق في كثير من هذه المواضيع.

لقد نجحت هذه المجموعة (وجميعها من المصريين وليس فيهم مسؤول أمريكي واحد) في إدارة حوار امتد لعدة أيام.

قبل أن يبدأ هذا العمل الهام ... أرسلت الدعوات إلى جميع من يقف في مربع مقاومة الانقلاب العسكري في مصر (أيا كانت أفكاره وآراؤه)، من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ولم يتم إقصاء أو استثناء أي مصري (من مقاومي الانقلاب كما قلت).
هل في ذلك جريمة؟
عند البعض يبدو أن مجرد محاولة تجميع الناس جريمة !
***
تسربت ورقة (من شخص خبيث نعلمه) للإعلام ... خلاصتها أن المجتمعين قد اتفقوا على صيغة شديدة متطرفة في مسألة (هوية الدولة)، صيغة تمس المادة الثانية من الدستور المصري، تلك المادة التي اتفقت عليها سائر الدساتير المصرية خلال المائة عام الماضية، تلك المادة التي أصبحت من الثوابت الوطنية (حتى الانقلابيين لم يمسوها) !

للأسف الشديد ... بادر كثيرون بمهاجمة هؤلاء المصريين الذين تمكنوا من الجلوس سويا ومن دراسة وبحث مشاكل مصر والثورة المصرية، وصدقوا على شخصيات في غاية النزاهة أنها قد تتورط في مثل هذه الورقة (بشكلها الذي سُرِّبَتْ به).

كان من الممكن – بل من السهل جدا – أن يتأكد كل من هاجم هذه الوثيقة من حقيقة ما جرى ... ولكن يبدو أن أحدا لا يريد أن يتأكد.

كان القصف عنيفا، لم نره فيه حكمة كاتب، أو روية قاض، أو تؤدة سياسي، أو رحمة قريب أو حبيب ... لم نر فيه مروءة رجل، أو تعفف محترم !
***

أمام هذا القصف العنيف بادر بعض الأفاضل بالتبرؤ من المشاركة في هذا المؤتمر (وكأن المشاركة فيه أصبحت سبة) !

وبادر آخرون بالتمسك بالنص المتطرف للورقة المسربة، لإلزام غرمائهم الإسلاميين بما لم يلتزموا به أصلا، وبما لا يمكن أن يوافق عليه إلا قلة من المصريين على وجه اليقين.

تدخلت اللجان الإلكترونية، وبدأت بنفث سمومها، وتعالت أصوات المتربحين من استمرار الوضع على ما هو عليه، وعاد للصدارة الموعودون بالمناصب، ورفع كل أفاك بالسب والطعن عقيرته ... ثم تبين في النهاية أن كثيرا من التفاصيل التي نشرت عن تلك الندوة ليست أكثر من كذب.

من المستفيد من كل هذه الفتن؟ لصالح من إشعال هذا الحريق؟ ولصالح من زرع هذه الأحقاد في قلوب العاملين ضد الانقلاب؟

أطلقوا على المجتمعين وورقتهم لقب (مبادرة واشنطن) همزا ولمزا في هؤلاء، وكأن من يحركهم هم الأمريكان، بينما هم جميعا مصريون، ولم يلتق أي منهم بأي مسؤول أمريكي، والمؤتمر من بدايته لنهاية ليس أكثر من جهود لشخصيات مصرية مستقلة لا علاقة لها بأي مؤسسات أو منظمات رسمية أو غير رسمية !

آخرون وقفوا فخورين في قلب المؤسسات الأمريكية الرسمية، يلتقطون "السيلفي" والصور الشخصية، بابتسامة نصر توحي بتحرير القدس ... ثم يزايدون على من دفع الغالي والنفيس من وقته وماله من أجل محاولة رأب الصدع، ولله في خلقه شؤون.
***

ما زلت أتأمل في الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية لأحاول أن ألمح الجريمة التي تسببت في كل هذا الغضب الجارف، ومع الوقت تأكدت أن محاولة إزالة الخلافات وتوحيد الصفوف تعتبر جريمة في نظر البعض، لأن ذلك يتعارض من رغباتهم في تصدر المشهد !

وكأن أحدا من هؤلاء الذين نظموا ندوة واشنطن يرغب في تصدر المشهد !
فشلكم هو من يدفع الآخرين لمحاولة إنقاذ الوطن، في وقت يستحيل أن تطالب شعبا كاملا بالانتظار لإتمام فشل يمتد عشرات السنين.

خرجت التوصيات (الحقيقية) من أصحاب الشأن، ولم نجد فيها ما يقتضي كل هذه الضجة، ولم نر فيها أي إجرام في حق الدولة، أو في حق الدين، أو في حق الثورة والقصاص لشهدائها.
***

لا بد أن أشكر كل من شارك في هذه الندوة، وعلى رأس هؤلاء الرجل المحترم الذي تحمل كثيرا من سفاهات المدعين، الأستاذ الدكتور سيف عبدالفتاح.
***

في نهاية الأمر ... من حق الجميع أن يتفقوا وأن يختلفوا مع ما ورد في هذه الورقة، ولكن لا بد أن تعلم أيها الثوري الرصين أن من تختلف معهم اليوم ستضطر للتحالف معهم قريبا رغم أنفك، ورغم أنف قياداتك، ورغم أنف حلفائك (إسلاميا كنت أو علمانيا) ... سنضطر جميعا أن نتحالف وإلا ارتقبوا الفناء ... حتى لو كان حلفا كأكل الميتة !
***

بنود الورقة التي صدرت عن ندوة المصريين في واشنطن في سبتمبر 2016 في صياغتها الأخيرة، وثيقة (وطن للجميع) ... لمن يريد أن يطلع عليها :

يعكس الموقعون على هذه الوثيقة بصفتهم الشخصية تيارات سياسية متعددة بغرض مناقشة مشروع ثوري جامع يضم تصورا محدد الخطوات من أجل استكمال ثورة 25 يناير، ويقدمونها للشعب المصري كمشروع مقترح يهدف إلى بلورة مبادئ أساسية للتوافق الوطني بين مختلف القوى الوطنية للوصول إلى ديمقراطية حقيقية وليست شكلية، وضمان بناء آلية عملية تضمن التنافس السلمي والعادل بين مختلف التوجهات في إطار العملية السياسية.

وقد شارك في ورشة العمل التي تم عقد مناقشاتها في واشنطن لمدة ثلاثة أيام متصلة خلال الفترة من الثاني حتى الرابع من أيلول/ سبتمبر 2016، وتمثل المواد التالية الصياغة النهائية للوثيقة التي تم التوافق عليها: 

1- ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية، ويظل شعارها العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية هو الأساس لكل سياسات مستقبليّة.

2- التعدد والتنوع، يعني التعبير عن توجهات مختلفة وآراء متنوعة، والهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هي العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصري، ولذا من اللازم إقرار وقبول هذا التنوع والتعدد والاختلاف عن طريق آلية الحوار الفعال وآلية ديمقراطية تضمن الحماية من ديكتاتورية الأغلبية أو الأقلية. 

3- السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده، ويحكم العلاقة بين قواه المختلفة دستور مدني والمساواة التامة بين كل المواطنين، ويتم إعلان وثيقة تضمن الحريات والحقوق لكل فرد من أفراد الشعب دون أية قيود بما فيها حرية ممارسة الاعتقاد وحرية التعبير والنشر والحق في التجمع السلمي بما يشتمل على تشكيل منظمات مدنية وأحزاب ونقابات وحرية ممارسة أنشطتهم على أساس سلمي وبناء على أي مرجعية كانت مع مراعاة عدم التعارض مع بقية المواد الأخرى. 

4- صياغة دستور مدني ينص صراحة على عدم تدخل المؤسسة العسكرية في العملية السياسية، ويرسخ الحقوق والحريات على قاعدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق المكملة، ويؤسس للديموقراطية، ويحد من السلطة المركزية ويؤسس لنظام اللامركزية في إصدار القوانين والتمويل، وكذا يسن الضرائب مقابل الخدمات والتمثيل النيابي ويحقق مبدأ مراقبة وتوازن السلطات والفصل فيما بينها، والعمل على خلق حكم محلي قوي.

5- عدم تدخل الدولة في الدين وعدم تدخل المؤسسات والمنظمات الدينية في الدولة، سواء كانت مثل هذه المؤسسات والمنظمات رسمية أو غير رسمية، مع تجريم استغلال الدين بغرض الحصول على أي مكاسب سياسية أو حزبية، ولا تتدخل الدولة في حق الفرد في حرية العبادة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان

6- وضع استراتيجية العدالة الانتقالية الشاملة لكل الشهداء والمصابين والمتضررين بما يمكنهم من نيل حقوقهم وجبر ضررهم، ويشمل ذلك ما قبل 25 يناير وما بعدها.

7- محاكمة كل من تورط في الدم قبل أحداث الثورة المصرية وما بعدها وحتى الآن.

8- الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والمتهمين في قضايا المقاومة المشروعة، ومحاكمة من قامت ضدهم الثورة وكل من استغل 30 يونيو في الانقلاب على ثورة 25 يناير.

9- إعادة هيكلة جناحي حكم القانون (الشرطة والقضاء) بما يؤسس لمنظومة قضائية وأمنية تحقق العدل والأمن للمواطنين، وتلتزم بالقوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

10 - عودة الجيش إلى ثكناته والقيام بدوره الحقيقي في حماية الحدود والدفاع عن الوطن وعدم التدخل في الشؤون السياسية و الاقتصادية، من أهم المبادئ الأساسية لقيام دولة مدنية ديمقراطية حقيقية.


عبدالرحمن يوسف
موقع إلكتروني:  www.arahman.net
بريد إلكتروني:   [email protected]

التعليقات (4)
عمَّار يحيي
الخميس، 22-09-2016 06:30 ص
كفي بالخلاف مجهضًا لأي محاولة للخلاص .الاختلاف أمر طبيعي ووراد بل شئ محمود يجعلنا نري الأمر من زوايا عدة وبعيون مختلفة أما من ينفثون أمبولات خبيثة تبذر بذور الفرقة وتقضي علي أمل الاتئام فليسوا سوا داعين لاستمرار خراب أو جلب هلاك.
أبو مجاهد
الأربعاء، 21-09-2016 04:35 م
يقول فى تناقضاته ( تسربت ورقة (من شخص خبيث نعلمه) للإعلام ... خلاصتها أن المجتمعين قد اتفقوا على صيغة شديدة متطرفة في مسألة (هوية الدولة)، صيغة تمس المادة الثانية من الدستور المصري، تلك المادة التي اتفقت عليها سائر الدساتير المصرية خلال المائة عام الماضية، تلك المادة التي أصبحت من الثوابت الوطنية (حتى الانقلابيين لم يمسوها) ! .. و طالما أنها أصبحت من الثوابت لماذا تناقشونها إذن و تحاولن تغييرها ؟؟!!! و من هو الخبيث الذى سربها و لماذا تجلسون مع الخبثاء أصلا أيها الثوريون الأتقياء ؟؟ .. ما معنى ( حرية ممارسة الاعتقاد وحرية التعبير والنشر ) أليست هذه دعوى لحرية الكفر ؟؟ و لماذا حذفتم التعبير المشبوه عن ( ديكتاتورية الأغلبية أو الأقلية ) فى طريقة قياس آراء اناخبين ؟؟!! .. يبدو أن عبد الرحمن يوسف مولع بالمقولة الشهيرة ( أنا لا أكذب و لكنى أتجمّل ) للكاتب إحسان عبد القدوس ..
mm
الأحد، 18-09-2016 03:00 ص
الاستاذ عبد الرحمن لم أتوقع منك هذا التعليق علي مبادرة مليئة بالألغام ،وكأنما يستغل واضعوا هذة المبادرة الحقيفيون المختفون خلف الستار، الحالة الصعبة التي يمر بها المسلمون وقد تكالب عليهم أعداؤهم،ويقدمون لهم مبادرة إستسلام في أمر دينهم ودنياهم،وأول هذة الألغام السيادة من الشعب وللشعب وحده ،فأين السيادة لكتاب الله وهدي رسوله. 2-الشرعية من الشعب فأين شرعية الرئيس مرسي،لم يذكروها عمدا. 3-دستور مدني ،أي لاديني،ولا ذكر للشريعة. 4-المساواة التامة ،يعنون إلغاء المواريث وأحكام الزواج والطلاق الشرعية . 5-الحرية والحقوق لكل فرد حرية ممارسة الاعنقاد ،هذة الجملة فيها رائحة البرادعي عندما طالب ببناء معابد للمجوس في مصر ،وتعني بناء حسينيات للشيعة ،وكنائس بغير ضواط للنصاري ،ومعابد لليهود ،ولكن لا يقصد واضعها حرية الإعتقاد الإسلامي ،ولكن يقصد حرية هدم الثوابت الإسلامية بواسطة الكتاب الإباحيين والملحدين. 6-وبناء علي أي مرجعية كانت،هكذا لا يتم تحديد المرجعية عمدا ،والمقصود تجاهل المرجعية الإسلامية. 7-دستور مدني أي لاديني. 8-الحقوق والحريات علي قاعدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان –ليس هذا فقط –بل والمواثيق المكملة ،يعني حق الزني والشذوذ وغيرها من المخالفات والتي سبق للأزهر رفضها ،برفض مقررات مؤتمر السكان الذي نظمته الأمم المتحدة. 9- اللامركزية في إصدار القوانين والتمويل ،هذا يعني تفتيت الدولة إلي دويلات ،أو فيدرالية علي أحسن تقدير. 10-الضرائب مقابل الخدمات ،تصحيح الجملة الخدمات مقابل الضرائب ،هذا هو النظام الرأسمالي المتوحش ،فالفقراء الذين لايدفعون ضرائب ،لن يحصلوا علي خدمات،لاتعليم ،لا صحة، لاطرق ،لا نظافة---. 11-الضرائب مقابل التمثيل النيابي ، يعني التمثيل النيابي لرجال الأعمال . 12-عدم تدخل الدولة في الدين ،هذا النص إلغاء للدين فإن الله تعالي يزع بالسلطان ما لايزع بالقران،كما أن الله تعالي أمر نبيه محمد –وهو رئيس دولة الإسلام الجديدة_أن يحكم بما أنزل الله ،بين الناس مسلمين ويهود بالشريعة الإسلامية،وهل تترك الدولة من يطعن في الدين بزعم أنها لاتتدخل في الدين ،وأين دور الدولة في إقامة الدين ،وقد قال الله نعالي (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55] وقال الله تعالي {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41]. وقال الله تعالي (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ. وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]. وقال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص:26]. فهل أمر الله داود أن يمنع تدخل الدولة في الدين ،أم أمره أن يحكم بالشريعة ولا يتبع الأهواء،وهل أمر الله داود وهو حاكم الدولة أن يقف علي مسافة واحدة بين دين الله الإسلام ديانة داود، وبين الأديان الشركية غير الإسلام، الجواب واضح في قوله تعالي (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19))سورة الجاثية.صدق الله العظيم.
محمد الدمرداش
السبت، 17-09-2016 03:09 م
بين الفعل و القول .................. أحترم جميع المصريين الذين شاركوا في مؤتمر واشنطن لإعادة ثورة 25 يناير 2011 إلى حياة المصريين و جميل ورش عملهم و رائع كل أقوالهم و شيء يثلج الصدر ما خرج عنهم من مقررات و قرارات و بيانات و عمل كهذا لا يتعدى القول و أعدائه من أصحاب الفعل و القابضين الفعليين على السلطة في مصر لا يريدون له أن لا يقبل أو يشاع و من الطبيعي أن يحاك حوله الأقاويل و الأكاذيب و العمل بقدر الأماكن لتفريغه من محتواه و هذا دلالة على أن مؤتمر واشنطن ناجح بكل المقاييس و الدلالة واضحة في صخب أعدائه . و يبقى السؤال متى و كيف تحول قول مؤتمر واشنطن من قول إلى فعل ؟ و هل سيقبل القابضين على السلطة الأن بعد أن حملوا أنفسهم جرائم سفك الدماء في سبيل هذه السلطة أن يسلموها طوعاً لا كرهاً ؟ أن من وجهة نظري أن مؤتمر واشنطن قول منقوص لا يقوى على التحول إلى فعل أو أن لهذا المؤتمر بنود سرية لم يعلن عنها كما أن الحراك بالقطع لابد أن يكون من الداخل المصري و ليس من الخارج و مؤتمرات فإن لم يكن الداخل مقتنع بقوة و زخم بالحراك فلن يكون هناك تغير يذكر مع الأخذ في الاعتبار عثرات ثورة 25 يناير 2011 و الالتفاف عليها .