ملفات وتقارير

"طفل اللحم".. لماذا أبكى إعلاميي السيسي؟ (فيديو)

طفل اللحم
طفل اللحم
اهتمت وسائل الإعلام المصرية، والبرامج الحوارية بالفضائيات الخاصة، في الأيام القليلة الماضية، بصورة طفل صغير يلهث خلف سيارة تنقل لحوما، ويتعلق بذراع إحدى ذبائحها، وهو ينهش لحمها النيء، معتبرة أنها تجسد معاناة المصريين مع ارتفاع أسعار اللحوم، وهو ما أبدى عدد من الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تأثرهم له، وذرفوا الدمع لأجله.

واستشهد أحدهم بالمقولة التي تقول "لو كان الفقر رجلا لقتلته"، فيما لوحظ أنهم لم يقتربوا من تحليل أسباب الفقر بمصر، لا سيما زيادة معدلاته تحت حكم السيسي، كما أنهم لم يوجهوا أي لوم إليه، أو يحملوه أي مسؤولية، مكتفين بتوجيه الدعوة لأغنياء المجتمع لمساعدة الفقراء.

سعيد حساسين: لو كان الفقر رجلا لقتلته

وعرض الإعلامي، عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، سعيد حساسين، صورة الطفل، وعلق عليها بالقول: "والله.. الفقر ده كلمة صعبة أوي، إحساس فظيع جدا، صعب يتوصف ويتقال، أنا بكيت بالدموع لما شوفت الطفل بيجري وراء عربية اللحمة".

وأضاف حساسين، في برنامجه "انفراد"، عبر فضائية "العاصمة"، أنها صورة بالغة الدلالة، ويكفي أن الكلب لم يجر على اللحم، كما فعل الولد، مضيفا القول: "لو كان الفقر رجلا لقتلته".

وقال: "شايفين في الصورة: الكلب ما جريش على اللحمة زي الولد اللي اتشعلق باللحمة النيئة، بصوا يا جماعة".

وأردف: "إحنا كنا فقراء، هل ده حلال ولّا حرام؟ ونقول إيه للناس اللي معاهم فلوس؟ حد يريحني، ويريح بالكم؟ يمكن أنا فاهم الدنيا غلط.. إحنا اتربينا فقراء وربنا كرمنا ورزقنا ولم نولد في فمنا ملعقة ذهب ولكن بجد وجهد ونشاط.. رزقنا".

وشدد على أن هذا الطفل الذي فتح فمه، وحاول أكل اللحم النيء، قد حرمته الظروف المعيشية والأيام الصعبة التي مرت بها أسرته من أن يأكل اللحم، أو أن يكون متوافرا لدى الأسرة، متسائلا: "ده حلال ولا حرام؟".

وتابع: "اللي معاه فلوس ويقدر يساعد يا ريت.. مش هنلاقي حد فقير، ولا هنشوف صورة زي دي.. مصر مش فقراء، ومش شحاتين، فيه ناس كتير أغنياء".

وشدد على ضرورة الاهتمام بجمعيات التكافل الاجتماعي من أجل القضاء على ظاهرة الفقر، على حد قوله.




وائل الإبراشي: علاقة بينه وبين طفل إيطاليا

ومن جهته، عرض الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامجه "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، الصورة نفسها، وعلق عليها قائلا: "إيه اللي وصل هذا الطفل لهذه الحالة التي ربما يفقد فيها حياته؟".

وربط بين الطفل وطفل الهجرة إلى إيطاليا لعلاج شقيقه، معتبرا أنهما أهم من آلاف المقالات والبرامج والحوارات، ومخصصا حلقة برنامجه لقصتهما الإنسانية، وفق وصفه.

وتساءل عن الدوافع التي دفعت الطفل إلى هذا التصرف، مشيرا إلى أن "كل أحلامه تتمثل في قطعة لحم حتى لو إن السيارة كانت هاتدهسه، أو لو هيموت"، على حد قوله.

وشدد على أنه لا بد من بحث تلك الحالات الخطيرة، سواء هجرة طفل إلى إيطاليا للبحث عن فرصة عمل لعلاج شقيقه، أم هذا الطفل اللاهث وراء قطعة اللحم.




ريهام سعيد: "طفل اللحم" مبالغة

في المقابل، شككت ريهام سعيد، في برنامجها "صبايا الخير"، عبر فضائية "النهار"، في الصورة، مشيرة إلى أن ظاهرها يعطي انطباعا بأن الطفل يبحث عن لحم نيء، بينما واقع الحال بخلاف ذلك، ملمحة إلى أنها "غير صحيحة".

وقالت: "يجب أن لا نصدق كل ما ينشر عبر موقع التواصل الاجتماعي"، مشيرة إلى أن هناك جهة معينة تروج لفكرة معينة حتى يتصور الناس أنها حقيقة، لكنها لم تحدد هذه الجهة.

وأجرت حوارا مع شقيق الطفل، الذي بدا عليه الخوف والارتباك، مؤكدا أنهم "مستورون"، فيما أظهرت ريهام أن حالة أسرة الطفل ميسورة، وحاولت التحاور معه، لكنه أعرض عنها، وبدا عليه البؤس الشديد، برغم إلباسه ملابس نظيفة.

وأكدت المذيعة أن مصر ليست فقيرة، وأن "التقصير في خدمات المياه والصحة وغيرها ليس وليد اللحظة الحالية، ولكن موجود منذ عام 1999".

وتابعت: "لأني بعمل خير من عام 1999، وشاهدت العديد من الحالات السيئة التي تحتاج حقيقة إلى مساعدة وتكاتف من الجميع دون تباطؤ".




"90 دقيقة": هذه حقيقة الطفل

في المقابل، نشر برنامج "90 دقيقة"، لإيمان عز الدين، عبر فضائية "المحور"، فيديو لـ"طفل اللحم" أحمد ذي الخمس سنوات، حيث يقوم بتقطيع اللحمة بمنفذ للبيع بمنطقة عين شمس بمشاركة حركة "مواطنون ضد الغلاء".

وأكد رئيس الحركة، محمود العسقلاني، أنه استطاع الوصول إلى الطفل الذى تداول نشطاء بموقع التواصل الاجتماعى صورته قبل أربعة أشهر، وهو عالق بقطعة اللحم التي تحملها السيارة.

وأشار، في مداخلة هاتفية مع البرنامج، إلى أنه بعد البحث عبر إدارة المرور، ورقم السيارة، تواصل بأحمد، وذهب إلى منزله، وتبين أن الطفل يتيم الأب، وأن لديه سبعة أشقاء يعيشون بغرفة بالدور الأرضي، وحالتهم المادية صعبة، ويقيم بالمرج.

وأوضح أن الصورة  مر عليها أربعة أشهر، وأنه تأثر بها جدا، وقرر "يجيب أحمد من تحت الأرض"، مضيفا القول: "حرصت كل الحرص على أن يزهق أحمد (يمل) من اللحمة، وأن يقطعها بيده".

وشدد على أن "هذه الحالة مثلها مثل حالات الملايين بمصر، وأنها بحاجة لشبكة حماية اجتماعية"، وفق وصفه.

ومن جهتها، كشفت شقيقة الطفل، واسمها "آية"، أن آخر مرة تناول فيها شقيقها "أحمد"، اللحوم، كانت فى عيد الفطر الماضي.

وقالت "آية" في مداخلة مع "90 دقيقة": "أخويا كان شابط في العربية فعلا عشان اللحمة، وآخر مرة أكل لحمة كانت في العيد الصغير".

وأشارت إلى أن شقيقها يبلغ من العمر خمس سنوات، مطالبة الدولة بمساعدة أسرتها نظرا لظروفهم السيئة.




نشطاء: السيسي دمر الحماية الاجتماعية

والأمر هكذا، وصف نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي الصورة بأنها تكشف أخطر ما يمثله الانقلاب من كارثة على المصريين، وهو تدمير شبكة الحماية الاجتماعية التي كانت توفرها الجمعيات الخيرية، وجماعة الإخوان المسلمين، للمصريين، التي أغلقها السيسي وصادر أموالها، وترك المنتفعين من خدماتها صفر اليدين، حيث صادر نحو 5 آلاف جمعية خيرية في الفترة الأخيرة، وفق قولهم.

واتهموا سياسات السيسي بأنها تسببت في تحول نحو 82% من المصريين إلى الدخول ضمن دائرة الفقر.

"قبل ما يضيع العمر قرديحي"

وفي مقاله بالعنوان السابق، أبدى الكاتب المسيحي رامي فايز، تأثره الشديد من الصور، مستشهدا بمقولة عمر بن الخطاب، التي قال فيها، فيما هو منسوب إليه: "إن الرعية في خطر ما بين سمعي والبصر.. يا ليت من ولدت عمر.. قتلته في عهد الصغر.. ضاع الرجاء المنتظر.. أهلكت نفسك يا عمر".

واستدرك رامي: "لأن عهد الراشدين ولى وانتهى، لم تنتفض الحكومة لصورة طفل يتيم يجري خلف سيارة محملة باللحوم ليتذوق طعمها الذي حُرم منه، ولا يخشون من أن يحاججهم الطفل بجوعه أمام الله يوم القيامة".

وأردف: "تلك الصورة التي انتشرت مثل النار في الهشيم، اعتبرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خير تجسيد للقهر والظلم، ورأى معها الثوار تبخرا لأحلامهم التي ثاروا من أجلها، التي تمتزج بشعار: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

وتابع: "مع سياسات الحكومة وغلاء الأسعار المستمر ودعوات التقشف أصبح شعار الغلابة: "كل الأساسي في حياتك ترف".

ويذكر أن الحكومة المصرية تقول إنها تتخذ استعدادات مكثفة عبر وزارة التموين من أجل توفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية، وفى مقدمتها اللحوم الحية والمذبوحة والمجمدة، من الماشية والخراف المحلية والمستوردة، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، في وقت يعاني فيه المواطنون من موجة غلاء شديد.
3
التعليقات (3)
علي
الأربعاء، 31-08-2016 12:20 م
برضوا دي طريقه لنقل اللحوم فين الصحه والجهات الصحيه محدش فيكم تكلم لطريقة نقل اللحوم تعلق الطفل باللحمه كشف مأساه اخرى انه مافيش اهتمام بصحة الانسان اللحمه مغطاه بقماش بالي ووسخ ومرمي في العربيه بدون وجود مايحفظ اللحمه من القاذورات والبكتيريا والاوساخ معروف ان اللحمه توصل للجزار في سيارات مبرده ومجهزه ونظيفه لكم الله ياشعبنا
علي
الثلاثاء، 30-08-2016 11:59 م
ايه ياريهم حتى الكذب الي حاولتي تكدبي والكلام الي لقنتوه لاقارب الطفل واضح وضوح الشمس الاشخاص الي تكلموا واضح من طريقة كلامهم التعثر لاتوجد عفويه في كلامهم فقط قالوا ماتم املأه عليهم انتي عاوزه تغطي على ايه ولا ايه في عدة لقأت لاناس قالوها انهم مستعدين ياكلوا من الزباله وانهم حتى في الزباله مش لاقين حاجه احترمي عقول الناس وايه حكاية انه اخذ صورة سلفي مع اللحمه اتقوا الله لا وملبسين الطفل ملابس نظيفه على اسأس انه من الطبقه المخمليه
مصري
الثلاثاء، 30-08-2016 03:53 م
بكرة كل الشعب هايعمل زي الطفل ده ، أصبروا التقيل كله جاي .