سياسة عربية

مصدر: التناغم بين "الموك" وموسكو يجمد جبهات درعا

درعا
درعا
كشفت مصادر ميدانية مطلعة في درعا، جنوبي سوريا، أن التقارب بين غرفة العمليات العسكرية المعروفة باسم "الموك"، التي تضم دولا إقليمية إلى جانب الولايات المتحدة، وتتولى تنسيق الدعم التحركات العسكرية في الجبهة الجنوبية، وبين روسيا، أرخى بظلاله على سير المعارك ضد قوات النظام السوري في المنطقة.

ويرى ناشطون أن الروس نجحوا في إقناع "الموك" بضرورة إيقاف المعارك ضد الأسد، وتوجيه فوهات بنادق الفصائل نحو "جيش خالد"، المتهم بموالاة تنظيم الدولة في الجنوب السوري.

وأوضحت المصادر أن الجبهة الجنوبية تتعرض خلال الأشهر الأخيرة لما أسمتها "سياسة الإذلال المتعمد" من قبل الموك، حيث يتم إخضاع الفصائل لقرارات رعاة الدعم العسكري والمالي، معتبرة أنه "لم يكن إخماد الجبهات أمرا عبثيا، أو كما يدعي البعض أنه متعلق بمعارك الجبهة الجنوبية ضد تنظيم الدولة في حوض اليرموك، بل كان ناتجا عن ضغوط واتفاقيات على صعيد دول الإقليم، برعاية روسية"، وفق تقدير المصادر.

الجنوب السوري ميزان القوى الكبرى

وقال ناشط مطلع على التطورات في عموم المنطقة الجنوبية، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن "الجنوب السوري كان ولا يزال ميزان التوازنات للقوى المتصارعة في الثورة السورية، وذلك لموقعه الجغرافي الحساس على حدود الجولان المحتل، إلا أن المتغيرات المتسارعة على الصعيد السياسي أجبرت الدول المنضوية ضمن غرفة العمليات العسكرية الموك على تخفيض حدة التوتر، وإخماد الجبهات على امتداد محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق لستة أشهر".

وقال الناشط المقرب من مراكز صنع القرار في درعا، لـ"عربي21": "غرفة الموك، وعقب إعلان اتفاق وقف العمليات العسكرية نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، عملت على إجبار كافة الفصائل على عدم فتح أي معركة ضد قوات الأسد، وفي المقابل دعت الجميع إلى وضع كافة قدراتهم في مواجهة تنظيم الدولة في منطقة حوض اليرموك، وهو ما حدث بعد توسع رقعة نفوذه".

فشل اختراق حصون جيش خالد

وأشار إلى أن فصائل الجبهة الجنوبية، خلال الأشهر الأولى، عملت على قتال تنظيم الدولة، ونجحت في استعادة جميع القرى والمواقع التي تقدمت إليها، ولكن لم تتمكن هذه الفصائل من إحداث أي خرق في مواقع التنظيم "الأساسية المحصنة" في ريف درعا الغربي، "على الرغم من الضخ الكبير للأسلحة والذخائر والأموال التي تلقتها من قبل غرفة الموك، والتي كانت بقيادة أمريكية بحتة"، كما قال.

الموك تحارب الجبهة الجنوبية

ولفت المصدر إلى أن "فشل فصائل الجبهة الجنوبية بإحداث أي خرق في حصون تنظيم الدولة الهامة تبعه تضييق أكبر من قبل غرفة العمليات العسكرية، التي عمدت إلى قطع الكتل المالية الشهرية عن هذه الفصائل، كما ازداد التضييق أكثر عقب تفجير الركبان على الحدود الأردنية"، مشيرا إلى أن هذا برز من خلال "قطع المساعدات الغذائية والطحين لفترة تناهز الشهر، إضافة لإغلاق معبر الجرحى (مع الأردن) بشكل كامل في وجه فصائل الجبهة الجنوبية"، على حد وصفه.

قتال الأسد ممنوع

وقال المصدر إن "غرفة الموك لم تكتف بوقف الدعم المالي والعسكري واللوجستي، بل عملت على مضاعفة الضغط على الجبهة الجنوبية، من خلال استمرار منع هذه الفصائل من إعلان أي معركة ضد قوات الأسد، على الرغم من تجهيزها لمعركة تحرير مدينة الشيخ مسكين، التي تم تعطيلها خلال الساعات الأولى من قبل بعض الفصائل، بحجج واهية"، وفق تعبيره، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وفي المقابل، كانت جبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام قد تنصلتا من القتال الدائر في حوض اليرموك ضد المجموعات الموالية لتنظيم الدولة، بعد تدخل فصائل الجيش الحر، "وانتهى الأمر بانسحابهم بشكل كامل، وتفرغهم إلى استعادة قواهم المنهكة من معارك العام ونصف ضد شهداء اليرموك، ليلتفت الفصيلان إلى عقد تحالفات مع فصائل أخرى غير منضوية في غرفة الموك، أو فصائل متذمرة من تصرفات الغرفة، وترافق ذلك مع تجهيزهم ورصدهم لمواقع عسكرية؛ بهدف إعلان عودة معارك الجنوب، ولكن بصبغة إسلامية، وهو ما تعلمه جيدا غرفة العمليات العسكرية (الموك) منذ اللحظات الأولى"، بحسب قوله.
التعليقات (0)