صحافة دولية

بلومبيرغ: كيف تساعد جوجل وغيرها يهود إسرائيل لتحصيل عمل؟

يهدف المشروع لإدماج اليهود الشرقيين بسوق العمل بدلا من تلقي المعونات الحكومية - أرشيفية
يهدف المشروع لإدماج اليهود الشرقيين بسوق العمل بدلا من تلقي المعونات الحكومية - أرشيفية
نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن المشروع الذي تقدم به موشيه فريدمان، وهو يهودي من الحريديم في "إسرائيل"، والذي يهدف من خلاله إلى كسر القواعد والتقاليد التي تقصي الدين عن العمل. كما يعمل هذا المشروع على تفضيل العلوم الدينية، داعما في ذلك الفئات العاملة والتكنولوجيا الإسرائيلية.

وذكر الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"؛ أن فريدمان يطمح من خلال مشروع "كاما تاك" إلى إدماج أبناء طائفته في مجال الأعمال، والنهوض بقطاع صناعة التكنولوجيا، بدعم من شركات أمريكية، من بينها شركة "مايكروسوفت" و"سيسكو سيستمز" و"ألفابيت"، والحكومة الأمريكية، لما في ذلك من تشجيع للطائفة المتشددة من اليهود على العمل، إضافة إلى تحقيق منفعة لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلية.

وأضاف الموقع أن هذا المشروع لقي منذ إطلاقه في 2013، دعما كبيرا واهتماما بالغا، حيث كان حينها عدد المهندسين من أبناء طائفته لا يتجاوز الألف، فيما ارتفع عددهم الآن إلى ستة آلاف.

وقال فريدمان إن أشخاصا كثيرين انتقدونه على هذا المشروع، وخاصة المستثمرين الذين رأوا أن مستواه الدراسي والمعرفي لا يؤهله للقيام بمشروع مماثل. وأضاف أن أبناء طائفته كانوا غاضبين منه عند إطلاقه المشروع، لأنهم كانوا يريدونه أن يصبح حاخاما.

وفي وصفه للمشروع، ذكر فريدمان أنه "يتضمن برنامجا سريعا يعمل على إدماج أصحاب المشاريع المنتمين لهذه الطائفة اليهودية في الشركات الناشئة، لتمكينهم من الانتفاع بالخبرات في مجال إنشاء الشركات، وهناك برنامج آخر يقدم دورات متقدمة للنساء المتخصصات في مجال التكنولوجيا لتمكينهن من رفع رواتبهن.

وأضاف الموقع أن مجال التكنولوجيا الإسرائيلي يسعى اليوم إلى تشجيع استثمار رجال الأعمال المنتمين إلى الطائفة الحريدية، وذلك لسد فجوة مهندسي البرمجيات المؤهلين ولتجاوز التباطؤ الذي تشهده "إسرائيل".

ومن المتوقع أن تشكل طائفة الحريديم، بحلول سنة 2030 نحو 40 في المئة من سكان "إسرائيل"، وهم يعتمدون اليوم على رواتب الحكومة المحدودة لدعم أسرهم.

وبارك موشيه هبرتال، الفيلسوف اليهودي، قال في حفل إعلان المشروع "إن هذه اللحظة تعتبر تاريخية بالنسبة للطائفة الحريدية، فقد أصبح أبناؤها موردا للمهارات ومكسبا لإسرائيل".

وأشار الموقع إلى أن المشروع لقي دعما كبيرا من بعض الشركات، وذلك بهدف مساعدة أبناء هذه الطائفة على الحصول على وظائف أفضل. فعلى سبيل المثال، اختارت شركة جوجل 16 عاملة من هذه الطائفة، من مجموع ألف مهندس في مجال التكنولوجيا لدراسة تطوير التطبيقات. وتكفلت شركة "كليكتال" للبرمجيات بتدريب اثنين من أبناء هذه الطائفة من أصحاب المشاريع الجديدة، لكي يتمكنوا من تعلم أنجع السبل العملية لبناء وتوسيع أعمالهم.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر الموقع أن نظام الطعام في الشركة يخضع لقانون هذه الطائفة؛ أي إن الطعام المقدم في الشركة يكون مطبوخا حسب الشروط الصارمة لأبناء هذه الطائفة، وتخضع كل طاولة طعام للطقوس اليهودية.

وفي حديثه عن المهارات التي جاء بها مشروع فريدمان، قال نائب رئيس شركة كليكتال إن "الشركة مسرورة جدا بتضافر الجهود، ونحن نتعلم من مهاراتهم وخبرتهم أيضا".

ومن جهتها، قال زيكي أبزوك، مدير تطوير الأعمال في شركة سيسكو، إن " هذا المشروع يمثل خطوة إلى الأمام في مجال التكنولوجيا بالنسبة للحكومة، ولكنه يعمل ببطء شديد". وهذه الشرطة تعتبر من أولى الجهات التي ساعدت فريدمان على إطلاق المشروع ودمج العرب من الإسرائيليين في هذا المجال.

وشدد الموقع على أن فريدمان يسعى إلى إنشاء صندوق للاستثمارات الصغيرة لمساعدة المنخرطين ضمن برنامج خاص أطلق عليه اسم "الكنغر". وأكد في حديثه عن الصندوق أنه يطمح إلى إيصال المبلغ إلى خمسة ملايين دولار بمشاركة مستثمرين، مثل مدير فرع شركة فيسبوك في إسرائيل، ومديرين تنفيذيين من شركة مايكروسوفت.

وقد خصصت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية مبلغا ماليا تجاوز 131 مليون دولار لدعم هذا البرنامج.
التعليقات (0)