سياسة عربية

قادة عسكريون: هذا هو سر انتصار المعارضة السورية بإدلب

صواريخ التاو سلاح ساهم في حسم المعارك - أرشيفية
صواريخ التاو سلاح ساهم في حسم المعارك - أرشيفية
توالت خسائر النظام السوري ميدانيا على الأرض في إدلب، بعد أن شنت قوات المعارضة السورية هجمات منسقة على أهداف ومواقع تابعة له، ما دفعه للتراجع إلى معسكر المسطومة وجبال اللاذقية، في وقت تستعد فيه هذه الفصائل التي توحدت تحت اسم "جيش الفتح" للزحف نحو الساحل السوري أهم معاقل الأسد.
 
وكانت سبعة فصائل سورية مسلحة توحدت في شهر آذار/ مارس الماضي وأعادت ترتيب أوراقها تحت مسمى "جيش الفتح"، وشكلت غرفة عمليات موحدة من فصائل: أحرار الشام، وجبهة النصرة، وجند الأقصى، وجيش السنة، وفيلق الشام، ولواء الحق، وأجناد الشام.  
 
وتمكن جيش الفتح من تحقيق انتصارات في وقت قياسي منذ لحظة تأسيسه، بدأت بتحرير مدينتي إدلب وجسر الشغور، إلى جانب معسكر القرميد جنوبي إدلب الذي كان مركزا لإطلاق الصواريخ والقذائف على القرى الخارجة عن سيطرة النظام، بالإضافة إلى تحرير 25 حاجزا في سهل الغاب نهاية الشهر الماضي.
 
ويبدي القائد الميداني في جيش التحرير أبو يوسف المهاجر، تفاؤلا بتحقيق مزيد من الانتصارات في الأيام القادمة. ويقول المهاجر لـ "عربي21": أتوقع المزيد من التقدم خصوصا أن لدينا بنك أهداف نعمل عليه، منها معركة المسطومة وجبل الأربعين والانطلاق نحو الساحل والعودة إلى حلب لفك الحصار عنها، وسيبقى جيش الفتح متقدما حتى تحرير كامل التراب السوري".
 
وحول أسرار وأسباب الانتصارات التي حققها الثوار مؤخرا في جسر الشغور ومعسكر القرميد ومدينة إدلب، يقول أبو يوسف المهاجر، إن "وحدة الكلمة وإنشاء غرف عمليات جديدة متطورة كان له دور في عمليات التنسيق بين الفصائل".
 
ويضيف أنه "كان هنالك شركاء حقيقيون في العمليات، حيث اعتمد كل فصيل على ما عنده من إمكانيات، حتى إن بعض الفصائل فرغت مستودعاتها بعد هذه المعارك الطويلة، وأهم من ذلك وحدة الصف والكلمة وتشكيل ما يسمى غرفة عمليات جيش الفتح التي تضم أكبر فصائل الجهاد في سوريا، تحت مظلة واحدة، وتركيز الضغط على نقطة واحدة هي مدينة إدلب وضرب جسر الشغور ومعسكر القرميد وسهل الغاب، حيث أوجدنا هنالك رأس حربة وركزنا المعارك".
 
وتكبدت قوات النظام السوري في معارك جسر الشغور وحدها خسائر في الأرواح تصل إلى 1500 عنصر، وتم أسر 600 آخرين من أفراد الجيش والدفاع الوطني والمليشيات التابعة له.

وتحكم المعارضة السورية قبضتها على المناطق المحيطة بمدينة أريحا قاطعة طرق الإمداد عن الجيش النظامي، من خلال فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بمعسكر المسطومة الذي يدير منه النظام عملياته العسكرية في ريف إدلب، وتسيطر المعارضة على التلال المطلة على المعسكر.
 
الخبير العسكري اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري، يرى أن "نقطة التحول في مسار الثورة السورية، والعمل العسكري بدأت عندما قامت جبهة النصرة بهزيمة جيش جمال معروف والسيطرة على الأسلحة والمعدات التي كان يمتلكها، ثم السيطرة على حركة حزم المقربة من أمريكا، ما وفر لها مساحة جغرافية وأسلحة نوعية كأسلحة الميم دال، حيث بات ثابتا لكل الفصائل أن جبهة النصرة أصبحت رقما صعبا لا بد من التنسيق معها، ونتج عن ذلك تأسيس جيش الفتح".
 
ويتفق الدويري مع أبي يوسف المهاجر، بدور توحيد الجهد في كسب المعارك، ويقول إن "من أسباب الانتصار توحيد الجهد والقيادة وتأسيس غرفة عمليات مشتركة فاعلة تمارس القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى ضعف النظام وتردي معنوياته وفراغ الخزان البشري، بعد أن خسرت مناطق العلويين 80 ألف شاب، ودخل النظام في عنق الزجاجة".

ويعتبر الخبير العسكري في حديث لـ "عربي21" تشكيل جيش الفتح "المبادرة الأولى الناجحة والمثمرة في مسار الثورة المسلحة"، قائلا إن "الضربة القاسمة كانت بالسيطرة على مدينة إدلب حيث ظهرت بوادر فهم عميق واستراتيجي في غرفة عمليات جيش الفتح التي نسقت لأربع معارك في نفس الوقت ووضعت النظام و"النمر" سهيل الحسن أمام اختبار صعب أخفق فيه، ولم يستطع تحديد اتجاه الجهد الرئيس، وتوقع أنه سيكون باتجاه معسكر القرميد، ولكن الجهد الرئيس كان تجاه جسر الشغور والفرقة الساحلية في سهل الغاب".
 
وساهمت الأسلحة "النوعية" التي سيطرت عليها جبهة النصرة من مخازن حركة حزم وجيش جمال معروف -ومن أبرزها صواريخ التاو الأمريكية الموجهة حراريا- في إحراز نتائج ملموسة في المعارك.. وتشير تقارير إعلامية إلى أن جيش الفتح أطلق في المعارك الأخيرة بجسر الشغور وإدلب ما يقارب الـ300 صاروخ تتجاوز تكلفتها التسعة ملايين دولار أمريكي.
 
ويقول المقدم فارس البيوش، قائد لواء فرسان الحق لـ"عربي21"، إن "هذه الصواريخ لعبت دورا كبيرا في المعركة حيث قامت بتدمير الأهداف الكبيرة للنظام وسهلت عمليات الاقتحامات".
 
ويسرد البيوش أسبابا عدة وراء الانتصارات التي تحققت مؤخرا أبرزها: "إيجاد غرفة عمليات كبيرة بشروط انتساب قوية، ثم العمل على التخطيط للمعركة وما بعدها، ودعم ذلك توفر العتاد والذخيرة المطلوبة، وتركيز الضربات على أهداف محددة مسبقا، واستخدام كثافة نيران غزيرة، بالتزامن مع انهيار معنويات قوات النظام".
 
ويتفق أبو يوسف المهاجر مع البيوش، في أن صواريخ التاو كان لها أثر في المعارك، لكنه لا يعتقد أن ذلك كان السبب الرئيس في حسم المعارك، ويقول: "شاركت بعض الفصائل المدعومة من غرف عمليات خارجية باستخدام هذه الصواريخ الموجهة حراريا، وكان لها أثر طيب، لكن لا نستطيع القول إن هذا السلاح هو السبب الرئيس في الانتصارات كون أغلب فصائل جيش الفتح لا تمتلك هذه الصواريخ، حيث تمتلك باقي الفصائل صواريخ مثل الكورنيت والكونكورس والميتس".
 
سياسيا، يرى الباحث والمحلل السياسي الدكتور حسن البراري، أن دورا إقليميا داعما كان له الأثر في الانتصارات الأخيرة أو ما يسميه "انتكاسات"، ويتحدث البراري عن وجود تنسيق قام به داعمون إقليميون للثورة السورية، مثل قطر والسعودية وتركيا، "يضاف إليها تغير تكتيكي في موقف الرياض".
 
ويضيف البراري أن "هنالك تصدعا في قاعدة دعم النظام بدأ يظهر في الآونة الأخيرة، وبخاصة أن الأسد مستمر في عملية تجنيد العلويين الذين باتوا يرون أن الصراع صار أشبه بحرب استنزاف لا قبل لهم بها، فالعلويون يريدون إنهاء الأزمة بدلا من أن يتحولوا إلى وقود لها".

وأحصت شبكة إعلام الساحل المؤيدة للنظام مقتل ما يقارب الـ73 ألفا من أبناء الطائفة العلوية منهم سبعة آلاف من مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد والقرى التابعة لها. بينما ترجح أرقام أخرى أن يتجاوز العدد الـ100 قتيل منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
 
ويتهم النظام السوري تركيا بمساعدة جيش الفتح بمعاركه الأخيرة، إلا أن قائد لواء فرسان الحق المقدم فارس البيوش، يؤكد أن الانتصارات الأخيرة "كانت بجهد خالص للثوار من حيث التخطيط والتنفيذ"، مبشرا بأن الأيام القادمة ستحمل نتائج "جيدة" بعد أن رفعت هذه الانتصارات الروح المعنوية للثوار.
 
ورغم أهمية الانتصارات الأخيرة التي حققتها المعارضة في ريف إدلب، فإن الخبراء العسكريين يرون أن معركة الحسم في العاصمة دمشق ستكون من مدينة درعا التي تعتبر الرئة التي تتنفس منها العاصمة.
التعليقات (4)
محمد ياسين محمد الجبرتي
السبت، 08-08-2015 01:30 ص
انتصارات حصل جيده لاكن لاتكفي اتحدو ياثوار النصر قادم انشالله
محمد الزين
الإثنين، 20-07-2015 07:11 م
كل الكلام الذي سبق سرده كذب و نفاق ساعدتهم تركيا في انتصاراتهم والجيش العربي السوري قادددددددددم
جزائر
الإثنين، 04-05-2015 08:55 م
وكل هدا من ضمن التوفيق الالهي تخطيط ...تاو ... مستجدات اقليمية ها هو التاريخ ينعطف في الشام
أسعد مسعود
الإثنين، 04-05-2015 01:26 م
لا تزال النصرة تثبت جدارتها بقدر ما تثبت داعش جهالتها !